اليمن..في مواجهة العدوان..الواقع والابعاد..!
محمد علي اللوزي ||
تبقى اليمن المعادلة الصعبة في الشرق الاوسط، لارتباطها الوثيق مع القضية الفلسطينية ومواجهة العدوان الأورو امريكي الشرس، الذي يستهدف طمس فلسطين كوجود تاريخي منذ الازل بحكم موقعها الجغرافي اولا،
وإيمانها العميق بفلسطين كوجود حضاري تاريخي ثانيا،
وبما يرمز إليه من عناوين دينية وموقع اطماع القوى الصليبية الغربية عبر امتداد التاريخ ثالثا.
اليمن في هذا المنحى تدرك جيدا فحوى ومغزى التآمر الدولي الكبير على هذه المنطقة، في محاولة استلابها وجودها واخضاعها للاطماع الصهيو أورو امريكية، عبر الكيان الصهيوني الطاريء، الذي استطاع ان يتغلغل في جسد الامة ويوجد شروخات كبيرة تمكنه من اللعب على اوراق عدة للقضاء المبرم على فلسطين كوجود وهوية،
ومعه البترو دولار العربي الذي قدم نفسه كمتعهد للدخلاء في خلخلة نسيج هذه الامة، وانكار فلسطين كقضية، واحقية اسرائيل الطارئة في اقامة دولتها وتمكينها من قيادة دول المنطقة، وما يستتبع ذلك من تبعية عمياء للصهيونية العالمية، وترجيح كفة الميزان للأمبريالية العالمية في مواجهة الشرق.
او ليس الوطن العربي هو قلب الشرق الاوسط، واينما يميل فإنه يرجح الكفة لصالح من يميل إليه. والبترودولار ارتبط ارتباطا وثيقا بالغرب، وجعل لامريكا قوة حضور راسمالي كبير.. فلولا دول البترودولار وارتباطها الوثيق مع امريكا وبيعها النفط العربي بالدولار الاخضر،
لما كان لأمريكا كل هذه الهيمنة وهذا الصلف في امتهان حقوق الاوطان والشعوب، والبقاء كدولة راعية للأرهاب، وحامية للنازية الصهيونية، وصولا الى مستوى ان لاتكون هناك جغرافيا إسمها فلسطين،
ولقد كادت أن تنطمس ويتعالى صوت المطبعين والخونة، الذين نرى بقاياهم على السوشل ميديا، وفي قنوات العار الصهيوعربية، وفي المنتديات والمحافل الدولية.
لقد استطاع طوفان الاقصى أن يعجن كل هذه المؤامرات، وأن يغير معادلات شرق اوسطية وعالمية، وان يفتح مسارا نضاليا مقدسا يقيم وزنا للمقاومة، ويعرقل مسار التطبيع، ويفتح أفقا واسعا لوجود فلسطيني ومقاومة شريفة لاتقبل بغير الحق،
ولا يمكنها أن تتنازل عن كرامة وشرف الامة، وأن تنجز مهامها التاريخية الكبرى في الانتصار لغزة بدلالتها الوجودية وبماقدمته من نموذج ناصع في لملمة الصف الاسلامي. لتفشل رهانات المطبعين الذين ارادوها حربا سنية شيعية، بدلا من كونها حربا بين فسطاطين هما الحق والباطل. بين التاريخ كهوية، والطاريء كوجود عارض زائل، بين قيم إنسانية، وقوى شريرة نازية.
هكذا طوفان الأقصى فعل أرادوي صنع معجزات أذهل الغرب كله، وكشف زيف ادعائه بحقوق الانسان، لنرى الجماهير في كل بلدان العالم تندد بالغرب كمنتهك للحقوق والحريات، وللصهيونية كنازية وجدت من رحم النازية الالمانية، وتمثلتها وسارت العن منها في الدمار والقتل والتشريد وصناعة (الهلوكست والابارتايد).
لتكشف عن الطغاة الجدد ومن يتساوق معهم من عرب سوائم، يمنون انفسهم بالدعة والرخاء لوان يهوديا نازيا انتصر. غير أن معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدس)، خربشة كل مخططات الأعداء واعتلت قوى إيمانية موقعها الذي يجب أن تكون فيه من البطولةوالتضحية والفداء.
اليمن ومعه محور المقاومة كان ومايزال الانضج في فهم ابعاد المؤامرة الاورو امريكية والصهيو خليجية.
لذلك اشتغل على جبهات القتال واعد من القوة ما أذهل الغرب الامبريالي وفي مقدمته امريكا التي رأت نفسها عاجزة عن مواجهة اليمن المقاوم بكل قوتها البحرية من مدمرات وحاملات طائرات غربية وتحالف اورو امريكي ارعن عجز عن تحقيق شيء ولو بسيط في مواجهة القوات اليمنية.
يقابل هذا في الجانب الآخر المقاومة في غزة والضفة ولبنان والعراق.
محاور عدة لهدف واحد، ألانتصار لغزة وفك الحصار عنها، وتثبيت نصر طوفان الاقصى لقادم يجيء حتما، لفعل مقاوم إضافي ينجز (الفتح الموعود والجهاد المقدس).
ضمن هذا البعد الاستراتيجي تقدم اليمن بقيادتها الأيمانية ممثلة في السيد (عبد الملك بدر الدين الحوثي) رضوان الله عليه ما يزلزل الأعداء ويوقع بهم الهزائم، وينكس راية الاستكبار العالمي، ويقض مضاجع الطغاة، ويحطم البرواز الكبير لأمريكا الاستعلائية المهيمنة. وقد سقط فعلا.
وإلا مالذي يسوق امريكا ومعها اسرائيل لتقديم شكوى لمجلس الامن ولاول مرة في التاريخ.؟!
كماهي اول مرة تقصف (تل ابيب) في العمق بالصواريخ الفرط صوتية الساحقة المدمرة.
مالذي يجعل امريكا تندب حظها في البحر، وتتحول اساطيلها وقواعدها الى عبء عليها ومجرد قوى وهمية تجبرها على إعادة حساباتها في مسألة العسكرتارية الامريكية واعتبارها من التاريخ، امام فشلها في مواجهة القوات المسلحة اليمنية؟!
امريكا اليوم تقر وتعترف ان بحريتها اصبحت من الماضي وعليها ان تفكر جيدا في بديل يخرجها من ورطتها كدولة اعجز من ان تكون قوة بحرية ضاربة.