الاثنين - 28 ابريل 2025

هدف الصدر الاول أسلمة العالم..!

منذ 3 أسابيع
الاثنين - 28 ابريل 2025

■ الشيخ محمد الربيعي ||

 

ان المتطلع لحياة الشهيد اية الله العظمى المفكر السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره ) يلاحظ بصورة جلية ان من اهم طموحاته وافكارة واعتمادة في النصر على الظلم الداخلي و الخارجي هو تحقيق وحدة المسلمين ، ولانقول وحدة الاسلام لانه من الخطأ مايكتبه الاخرين بقول ( وحدة الاسلام و المسلمين ) ، لان الاسلام واحدا لامختلف فيه ، نعم الاختلاف ببعض الجزئيات هو ناشئ من قراءات المسلمين واختلافاتهم ، والا ذات الاسلام بكامل فروعه واصوله و عقائدة لا اختلاف فيه ونقول دوما الاختلاف وارد نتيجة تفاوت العقول ولكن الممنوع ( شرعا و عقلا وعقائديا ) ان يؤدي ذلك الاختلاف الى خلاف فيستغله الاعداء و المنافقين الى كسرة شوكة المسلمين و قوتهم …
محل الشاهد :
فقد نقل لنا التاريخ و بلسان شخوصه الاوفياء ممن عايشوه وجوديا وفكريا وعاشوا تلك الحقبة ، من حياة السيد محمد باقر الصدر ( رض ) ، انه انطلق ومع ثلة من علماء في حركة اسلامية من خلال التجمع الاسلامي الحركي في النجف الاشرف ، ضم نخبة من الشباب المؤمن المجاهد كالمرحوم عبد الصَّاحب دخيّل، والمرحوم أبو حسن السبيتي، والسيّد مهدي الحكيم والسيد فضل الله … إلى آخره، وكان الشَّهيد الصَّدر هو المنظِّر للحركة الإسلاميَّة، وكان هو و السيد فضل الله معاً في الإشراف على مجلّة “الأضواء” التي كانت تصدر باسم جماعة علماء النجف الأشرف، وكان السيّد الشّهيد الصدر يكتب الافتتاحية الأولى بعنوان “رسالتنا”، وكان السيد فضل الله يكتب الافتتاحية الثانية بعنوان “كلمتنا”.
وهكذا كان ومن معه يعيشوا هذا الجوَّ الإسلاميَّ الحركيَّ الذي كان يؤكِّد أنَّ الإسلام قاعدة للفكر والعاطفة والحياة.
وقد كان ومن معه يفكروا في الإسلام الحضاري الوحدوي المنفتح، وكان من أهدافهم التَّخطيط والعمل من أجل الوحدة الإسلاميَّة، ولذلك، كانت عندهم علاقات مع بعض الحركيِّين من علماء المسلمين السنَّة، ومنهم الشَّهيد عبد العزيز البدري، وكانوا يعملوا على أن تكون مجلّة “الأضواء” الإسلاميَّة المجلة التي تتابع قضايا المسلمين في العالم. ولذلك، كانت المجلَّة هي التي واجهت مسألة اعتراف الشَّاه بإسرائيل بطريقة واقعيَّة، ما أغضب البعض ممن يؤيِّدون الشَّاه في الحوزة العلميّة النجفيّة، ووصلت رسالة إلى السيِّد الحكيم تطلب منه التدخّل لحلّ هذا الموضوع.
لقد كان ومن معه يفكّروا في الإسلام على مستوى العالم، على أساس أنَّه رسالة الله التي أوحى بها إلى النبيّ محمّد (ص)، وقال له: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}[سبأ: 28]، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}[الأنبياء: 107]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[الأعراف: 158]، لذلك، كانوا في طموحاتهم الفكرية يفكِّروا في أسلمة العالم.
ان السيد محمد باقر الصدر ( رض ) كان ظاهرة فكرية قلَّما تجدها في الأشخاص الَّذين كانوا في مستوى عمره، وربما كان للبيئة الَّتي ولد فيها دور كبير في تشجيعه، باعتبار أنَّ خاله، وهو المرجع الكبير، الشيخ محمد رضا آل ياسين، كان أستاذاً لمجموعة من فضلاء النجف الأشرف الَّذين كانت الحوزة العلمية تحترمهم، وتجد فيهم المجتهدين والفضلاء الكبار، وكان هؤلاء يشجِّعونه عندما كان يطرح بعض أفكاره في المجالس، وبذلك احتُضِنَ عاطفياً من خلال هذه المجموعة من الفضلاء، حتى قيل إنَّ المرحوم الفقيه الشيخ عباس الربيشي، كان يطلب منه أن يجلس إليه عندما كان يكتب بعض فتاواه.
لم يكن السيِّد محمّد باقر الصَّدر (رض) إنساناً يفكّر في المطلق، أو إنساناً يعيش في صومعة العلم، ليجلس بين مفرداته ليكتشف منها ما يكتشف، وليؤصِّل منها ما يؤصِّل، ولكنّه كان إنسان المسؤوليّة في الحياة.
عندما نلتقي بذكرى شهادة السيِّد الصّدر، نريد أن نعيش بعض فكره لنناقشه، لينطلق الجيل الجديد في الاتجاه الَّذي انطلق منه فكره، لأنَّنا لا نريد أن نتجمَّد عند الكبار من شخصيّاتنا، إنّنا نريدهم أن يكونوا المنطلق لإبداعٍ جديدٍ لجيلٍ جديدٍ، ولا نريد لنا وللاخرين أن يكونوا في وعينا النِّهاية لحركتنا في الفكر وفي الإبداع .
ولذلك ندعوا اضافته ( قدس سرة ) مع جملة من الشهداء العلماء ضمن مناهج التاريخ الحديث التي تدرس للاجيال في تجريم الظلم و سلطة الظلم وكيفية مواجهتها ، من العلماء و المفكرين ، حتى يطلع الجيل على ظلم و الظالمين في تلك الحقبة ، وقيمة من قاوم وجاهد و استشهد ، حتى لايأتي نفس الزمان الذي يتوقع فيه يزيد بن معاوية ( لعنه الله وابوه ) اميرا و الحسين بن علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) خارجيا …
وفي الختام اشكر الشهيد الصدر الاول ( رضوان الله عليه ) ، حيث كانت من نتاجاته العلمية اية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر الشهيد الصدر الثاني ( قدس سره ) ، وهو القائل بحقه :
[ واسال المولى سبحانه و تعالى أن يقر عيني به ويريني فيه علما من أعلام الدين ]
اللهم احفظ الاسلام و المسلمين
اللهم احفظ العراق و شعبه