معنى كن فيكون..!
علي النقشبندي ||
وردت كلمة (كن) فيكون في أكثر من موضع في القرآن الكريم ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )البقرة ١١٧، الـ عمران٤٧ ، ٥٩، الانعام٧٣، النحل٤٠، مريم ٣٥، يس٨٢، غافر٦٨.
والزمن الذي هو البعد الرابع الناتج عن الحركة والذي لا يخلو شيئ في هذ الكون العظيم اللامتناهي من الحركة (انتقالية، ميكانيكية، موضعية، جوهرية) وكل الأشياء لا تخلو من احدى هذه الحركات او جميعها كالانسان، عدا الله سبحانه وتعالى المحيط بكل شيئ والذي ليس كمثله شيئ، المنزه عن الحركة والتي هي طبيعة الأشياء،
ويصف نفسه عز وجل ( فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ،
بعد هذه المقدمة نرجع الى الاية الشريفة ( تَعْرُجُ الْـمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ) ولناخذ خلق ادم من طين فكم سيستغرق حركة جمع الطين والماء والنحت بهذا الشكل الذي نحن عليه قبل نفخ الروح فيه، لنقل يوم واحد، وهو ما يعادل ٢٤ساعة
والسنة تحتوي على ٣٦٥ يوما، اليوم الالهي ٣٦٥٠٠٠، فاليوم عندنا سيكون عند الباري عزوجل 0,00065 ثانية وهذا معنى كن فيكون بالحسابات والزمن الالهي.
وهي امور اعتبارية حيث لاحق ولا حقيقة سوى الله ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْـمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ).
عبر الباري عز وجل عن نفسه بالإنسان الذي خلقه ليعرفه يعبده ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) بعد ان الهمه النطق ليعبر عن عقله (كنت كنزا مخفيا فاردت ان اعرف، فخلقت والخلق كي اعرف).
الزمن والذي هو البعد الشعوري الناتج عن الحركة والذي قسمناه الى دهور و احقاب وقرون وسنين وشهور وأيام وساعات وحقائق وثواني واجزائها.
اذن كن فيكون عند الخالق البارئ المصور هو0,00065 جزء من الثانيه وعندنا اياما وشهورا وسنينا وقرونا و .و و
وهذا معنى كن فيكون. ( مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْـمُضِلِّينَ عَضُدًا) والحمد لله اولا واخرا.