الاثنين - 28 ابريل 2025
منذ أسبوعين
الاثنين - 28 ابريل 2025

حسام الحاج حسين ||
مدير مركز الذاكرة الفيلية

 

لاتعجب حين تجد الماضي يتصالح مع الحاضر !

ولا تعجب حين تجد مسؤلا مهما في الأمن و الذي جاء من خلفية أسلامية يستقبل شاعرا بعثيا وطائفيا طليقا يلعن المقدسات والشهداء الذين كان لهم الفضل على تسنم الأخير هذا المنصب .

ولا تستغرب حين يتبنى فصيل اسلامي مقاوم شخصا تشرينيا يلعن الشيعة ومقدساتهم كل صباح ومساء .

انه اليسار الشيعي الجديد والذي يحاول ان يقيم زواج مؤقتا مع الأعداء عسى ان ينتج مولودا هجينا ليحكم العراق في المستقبل .

أما الطرح الفكري لهذا التيار اليساري ذات الجذور الأسلامية فيقوم على مبدأ النقد والمراجعة الذاتية للحركة الإسلامية التي ولد من رحمها .أي أنها حركة تصحيحية من الداخل تدعو لإحياء الجوانب الثورية في الدين وتأويل كل حدث على أنه ثورة للفعل الإنساني وفق أدوات تحليلية تترجم الواقع .

و يستند قراءاتها وفق مناهج حديثة متماهية مع الحاجات الضرورية والمتغيرات الاجتماعية والتحولات السياسية في المنطقة خاصة بعد السابع من اكتوبر .

أن سلوك هذه الجماعات هو استنساخ لمشروع اليسار الإسلامي والذي انطلق عبر هندسة الأولويات في مراحل الصراع مع التيارات اليسارية الماركسية والقومية العربية والقائم على الرجوع إلى التراث الأسلامي لكن وفق شروط تجديدية يُحاكي هموم المواطن الشيعي فكرًا وواقعًا وثقافةً وعملًا ، لذلك نجدهم يركزون على الشباب في سباق مع الأحزاب والتيارات المتطرفة الأخرى .

ويرسلون الرسائل عبر التواصل مع الجميع دون قيود حتى لو كان على حساب الدين والعقيدة والمذهب .

وأعتقد هؤلاء اليساريون الشيعة ان (تعصير) التشيع العراقي وإخراجه من بوتقة التخلف والتطرف والعسكرة والتعبئة لغايات سياسية ويستندون في طروحاتهم على مقومات النهضة الغربية بأبعادها الاجتماعية والسياسية والأخلاقية والثقافية والفكرية والفلسفية.

ولسنا هنا في معرض دحض كل ما صدر عن طروحاتهم التي قد تلامس الواقع ، وإنما التفكير في الخروج كليا من مأزق التسييس لصالح البعثيين الشيعة ومحور التشرينيين أو قوالبهم الأيديولوجية، وما ذكرناه يمثل مقدمة ضرورية في أول عودة لملف رسم الخرائط الفكرية والذي يسوقون عبرها الشباب الشيعي عبر مشتركات الفكر اليساري والإسلامي .

بالمحصلة إن معادلة التدافع السياسي ليست حصرا على التيارات الأسلامية مع غيرهم،
وان الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط جائت لصالح هذه التيارات .

وأن المتغيرات قد يمثلان قبلة الحياة وبارقة أمل للأسلام السياسي عموما ولليسار الشيعي خصوصا .!