الأحد - 27 ابريل 2025

السياسة والرياضة: أميركا وخيانة ماردونا..!

منذ أسبوعين
الأحد - 27 ابريل 2025

بهاء الخزعلي ||

 

عام ١٩٩٣ قرر الاتحاد الدولي أن يقيم كأس العالم ١٩٩٤ في الولايات المتحدة الأمريكية، حينها كان الشعب الأمريكي غير مهتم برياضة كرة القدم، وهذا ما كان لا يعجب الحكومة الأمريكية.

حينها كان كسينجر وزيراً للخارجية الأمريكية وكان هو رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم ١٩٩٤ في الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك قرر السفر إلى سويسرا لمقابلة رئيس الاتحاد الدولي FIFA، وعند اللقاء سأل كسينجر رئيس الاتحاد الدولي “من هم اللاعبين العالمين الذين سيشاركون في هذه النسخة من كأس العالم”؟
فأجاب رئيس الاتحاد الدولي “هناك روماريو وببيتو البرازيليان وروبيرتو باجيو الايطالي”.
فقال كسينجر من هؤلاء نحن نريد نجم عالمي ليجذب الجماهير الأمريكية لكرة القدم نحن نريد ماردونا، حينها كان ماردونا قد أعتزل قبل سنوات من هذه الحادثة.
فأجاب رئيس الاتحاد الدولي ماردونا معتزل وعودته مستحيلة، فأجابه كسينجر يجب أن يشارك بكل الاحوال، حينها سافر رئيس الاتحاد الدولي إلى الأرجنتين لأقناع ماردونا لممارسة اللعبة لكن ماردونا كان قد ازداد وزنه 25 كيلو تقريباً.
وبالفعل أجتمع رئيس الاتحاد الأرجنتيني ورئيس الاتحاد الدولي وماردونا وطبيبه الخاص، وبالفعل الفكرة أعجبت مارادونا لكن طبيبه الخاص قال يجب أن يسافر ماردونا لكوبا ليخضع لتمارين مكثفة وأن يأخذ بعض الأدوية لإنزال وزنه بصورة سريعة لكن هذه الأدوية محرمة لذلك يجب أن تتعهد اللجنة الرياضية الأمريكية المشرفة على كأس العالم بأن لا تخضع ماردونا لفحوصات طبية بشأن المنشطات، وبالفعل حصلت الموافقة من الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد من كسينجر.

وفي عام ١٩٩٤ شارك ماردونا في كأس العالم وقدم أول مباراتين بشكل جيد جداً وتمكن من تسجيل هدف ضد اليونان، وبعد نهاية مباراة الأرجنتين ونيجيريا جاءت أحدى الممرضات اللواتي يعملن في لجنة فحص اللاعبين ومسكت بيد ماردونا وخرجت معه، وكان ماردونا مبتسماً لأنه حصل على وعد من كسينجر بعدم إخضاعه للفحص الطبي، لكن ما حصل أن ماردونا خضع للفحص الطبي وبعد ربع ساعة حين ظهور النتيجة تبين أن ماردونا قد تناول المنشطات، حينها تم إيقاف ماردونا وطرده من كأس العالم ١٩٩٤، وبعدها ظهر ماردونا في مؤتمر صحفي وكان محبط جداً وقال كلمته الشهيرة ” لقد وعدت بناتي بأني لن أبكي لكن اللجنة المنظمة قصو أقدامي وخانوني” ثم خرج باكياً من المؤتمر الصحفي.

وبعد هذه القصة والخيانة التي تعرض لها واحد من أساطير كرة القدم على مر السنين هل يتوقع أحدكم أن الولايات المتحدة الأمريكية تفي بوعد يوماً ما؟

فهل من لم يستطيع التنازل عن تحليل طبي وكذب بصفقة لصالحه سيتنازل عن مصالح إقتصادية أو تواجد عسكري في العراق والمنطقة؟

لا عهد لأميركا ولا وفاء لديهم فلا يفرح أحداً برضاهم عنه ولا يأمن أحدهم بعداوتهم له ولا يقتنع أحد بمفاوضاتهم معه لأنهم ناكرين الوعود مخالفين العهود ومن أراد أن يأمن شرهم عليه أن يبقى بصاحب الكلمة العليا في المفاوضات و أن يستفد من تجربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالمفاوضات مع الأميركان وفق ما يريدون.