انتخابات البرلمان العراقي..!
الكاتب والباحث والاكاديمي صلاح الاركوازي ||
تمعنوا النظر بوجوههم جيداً فانكم سوف لن ترونهم بهذه الوجوه البريئة بعد صعودهم الى البرلمان ..و سترونهم غدا فقط من خلال شاشات التلفاز…
بعد اشهر قليلة سوف تنطلق انتخابات البرلمان العراقي والذي لا نتوقع ان تختلف عن سابقاتها من الانتخابات من حيث ان اكثر من يصل هم من يدفعون اكثر ،
نعم فبيع المناصب اصبحت مصدر استرزاق السياسيين الكبار والاحزاب الكبيرة فضلا عن المساومات التي تتجاوز بكثير الحدود الاخلاقية و الدينية حيث لم يراعى اي مبدأ ديني واخلاقي المهم ان يصل هذا الشخص الى مبتغاه وان يكون برلمانياً او وزيراً او اي درجة من الدرجات الخاصة.
وهذا بطبيعه الحال لا يكون نتيجه كفاءة بل من يدفع اكثر (سواء دفع المال او ولاء للغير على حساب الدين والعرض والوطن وطز بالوطن عندهم) ففي معظم الاحيان وهذا ما رايناه وسمعناه في الدورات البرلمانية السابقة فهذا البلاء الذي ابتلينا به وهو ما يدفع هذه الاحزاب شيعية او سنية او كردية او من يمثلون الاقليات ان يطرقوا على الوتر الحساس.
والذي هو ان البديل هو اما بعثياً او داعشياً او بالنسبة لبقية الاطراف البديل هو شيعياً صفوياً واللعب على وتر الطائفية والقومية والمثاليات الزائفة كانت قد اتت اكلها في الدورات السابقة وحتما سوف يكون له ايضا صدىً وتاثيراً في هذه الدورة الانتخابية ويبقى الشعب يدور في نفس الدوامة ونفس المعاناة ونفس الوجوه الكالحة ( في معظمها ).
ونفس الشعارات والثمن يجب ان يدفعه المواطن الذي لا حول له ولا قوة وبطبيعة الحال هذا هو ثمن السكوت ، ولا ننسى دور المتملقين المحوري والاساسي في تبييض صورة بعض الوجوه السوداء مقابل منصب او امتياز مالي وغيرها من الاتفاقات ،
نعم هذه الوجوه الكالحة سوف يكون لها حضور وسوف تكون هي من يتصدى للمشهد السياسي ولن يتغير شيء في الموضوع فرئيس الجمهورية يجب ان يكون كردياً ورئيس الوزراء يجب ان يكون شيعياً ورئيس البرلمان يجب ان يكون سنياً والفساد هو نفسه وخيرات البلاد تنهب والساقطات سوف يكون لهم دورا كما في الدورات السابقه تحت حماية بعض (اكرر بعض) البرلمانيين والسياسيين.
اقول بعض وليس الكل وهنالك شرفاء وهنالك من يخافون الله حقا ولكن على قلتهم وهم موجودين لكن من يتسيد ويسيطر على الساحة هي تلك الوجوه الكالحة التي ليس فقط لا تخاف الله بل هي لا تعترف اساسا بالله.
لانها لو كانت تعترف بالله وتخاف منه لما فعلت واقدمت على ما قامت عليه المهم في الايام القادمةِ سوف نشهد حضوراً وتواجدا غير مسبوق للمرشحين ونرى الاخلاق العالية ونرى تواجدهم بين الجماهير ونرى كلامهم المعسل ولكن ما ان يجلس على الكرسي عندها تظهر حقيقة وجوههم الكالحة،
نعم فلا خير لامة ابنائها يشترون المناصب بالمال الحرام فكيف ان حكموا وكيف ان تسيدوا وكيف ان اصبحوا الاسياد واصحاب القرار فرحم الله امة ودولة تكون الفاشستة والساقطة بحماية المسؤول وتسافر بجواز دبلوماسي وتقود افخر واغلى السيارات وتلبس الحلي والمجوهرات وتتمايع في مشيتها كلها بحمايه وحصانة بعض سياسي الصدفة…
أحفظوا تلك الوجوه…