الأحد - 27 ابريل 2025

اعترافات العام الثاني بعد الستين..!

منذ أسبوعين
الأحد - 27 ابريل 2025

محمد شريف أبو ميسم ||

 

اليوم سأتمم ما لم أكن أعرفه..
وليس خلفي سوى أمامي
وأوراق اعتمادي كلها مزورة
وربك أعلم بمن يفسد فيها ويسفك الدماء
لم يتبقى سوى آثار خيبات مجففة
وضمادات لأسماء مثلومة
وموعد حب يستفيق على صرخات بائع متجول
وأكوام من عظام الذاكرة
يخرج منها النسيان كفراش مبثوث
عشت فيها رغما عنها..
وراودتني فيها كل أنفاسي
حتى سقطت من شهقة على يوسف
كان قلبي نقيا وفيا يسفك النساء عن غفلة
برغم ما قيل عن بهجة الحفل المتخم بالعاهرات
أو ضحكة تبول على صورة الطاغية
كنت متسامحا حد احتضان الضغينة حين تجالس الأمنيات
الآن وكلما حطت على أزهار ذاكرتي نحلة
أصير بستان محال على التقاعد
تجوبه أغنية ارجوانية بربطة عنق
يغنيها صوت أصابه طلق ناري
يسير على مقام الرست بعكاز
وأحيانا يحيل المواويل الى “سيلين ديون”
وفضاءات “موتزارت” الى طبول حرب
وأنا أصارع الاتجاهات بما لا تشاء
وها هو أنا …
ظلي يمشي حافيا وسط المضيف
تقام له الولائم على قبلات لم يراها من قبل
ولكنه لا يعرف شيئا عن شجرة العائلة
سوى غصن واحد ما صار فأس
كان مأوى للعصافير التي لا تجندها الببغاوات
وكلما تسلّق يوم جديد على مؤشر ساعتي
تذكرت اني ضيفا على هذه الأرض
وما العيد المعلق على جدار رزنامتي
الا قميص لما فات من العري
وبنطال خال من روائح الألوان
انسكبت سهوا…
ولكني لم أخن …
ولم تطاوعني شفاهي على عض الأصابع
أجمّل تجاعيد المشاعر بسيكارة كنت
ولم أكن المنتصر الوحيد في هزائم الدخان
فقد أكل المنام يقضتي وقت البخور..
وكل هذا لأن جواربي التي أودعتها قدمي
سرقت حذائي وأنكرت علي أصابعي .
بغداد/ 14 أبريل 2025