احنا احنا ولو تنحنحنا .. كيف تحترم عدوك الشجاع؟!
علي عنبر السعدي ||
– حويدث ضمن احاديث
– بلاد العرْب أوطاني
– لا تتحمل حامل الاعدادية – فكيف بحامل الدكتوراه ؟
– مانلعب وياهم – هذول عجم .
نحن من جيل “تربّى” على الشعارات والاناشيد والتعبئة القومية ،وكنا نفتتح الطابور المدرسي بأنشودة “بلاد العرب أوطاني ” وتدحس فينا ان امة العرب ،هي (خير امة أخرجت للناس ” أمة الفاتحين العظام ومخضعي الامم لسيطرتهم وطاعتهم .
في تلك المرحلة ،
كنا ننتفخ بالشعارات ونسير مزهوين كاالديوك ،فلاشيء يمكنه ان يقارن نفسه بنا ،لكننا لولا ايران والاستعمار والصهيونية ،لكنا في مقدمة الامم كما كنا .
ايران ومنذ يفاعتنا الأولى ،كانت عدونا الأول – فقد كانوا فرساً مجوساً ،ونحن عرب مسلمون ،وكنا نطلق عليهم (العجم ) والعجمي اكسر عظمه يطلع ((خ—) (*).
اسرائيل كانت عدوتنا طبعا ، لكن من بعيد لبعيد ،والاستعمار أنسحب ، ثم تضخمت التعبئة بإضافة جيفارا نصير الفقراء ،ثم عشنا فاجعة مصرعه بانشودة الشيخ امام وكلمات احمد فؤاد نجم (جيفارا مات).
عمراً وفي مقاعد الدراسة ،وتعددت مصادر ثقافتنا ،لنكتشف ان الأبطال الفاتحين فيتقدمنا تاريخنا ،هم مفتوحين كذلك ،وكاذبين ومنحرفين ،وان الفرس المجوس ،جاءت علومنا كلها منهم ،فكانوا مهلمي العرب الاوائل ،وفي وقت كان أجدادنا يتقاتلون على ناقة جرباء او داحس تغلب على الغبراء ،أو على بركة ماء خائسة ، كانت ايران بلد هائل يعج بالاخضرار والجبال ويمتلئ بالثقافة والحضارة .
لكن ماقيل لنا في الصغر ،تحول كالنقش في الحجر ،أو “كباقي الوشم في ظاهر اليد ” على حد ّقول الفتى القتيل (طرفة ابن العبد ) .
ايران (الفرس المجوس)كانت وستبقى عدونا الأول ،فإن حاربت اسرائيل (عدونا الآخر)فهي مسرحية ،وان فاوضت أمريكا فذلك خنوع ،وان قالت اقلعوا اشواككم بايديكم ،قلنا خانت العقيدة والدين ،وان تدخلت لنصرتنا ،قيل (الاحتلال الايراني – الفارسي المجوسي ).
المشكلة ان ذلك (الوشم ) مازال يمسك بعقول حتى حملة الألقاب العلمية الكبرى من حجم (أ.د) في العراق ،مايعيد مقطعاً من مسرحية ، ( اعتقد انها لأوجين يونسكو ) يقول فيها بطل المسرحية لزوجته بعد ان استعرض تذبذب كبار اصحاب الشهادات العليا من الأحداث ( أنا لا أطيق حاملي الشهادة الاعدادية – فكيف بحاملي الدكتوراه)؟؟ .
(*) كان لنا اقرباء في الأهواز- اقرباء دم ونسب – ،حينما يزوروننا في بعض السنوات ،ورغم انهم يجلبون لنا الكثير من التمور بأفخر انواعها والدهن الحروالدشاديش والقماش – بل حتى البط والوز – فإننا نهمس لبعضنا ،اهوووو – اجونا العجم اهل الكَمل ،وكنا نتمنع من اللعب مع اولادهم بنفس العمر ،الا بعد ان يوبخنا اهلنا بالقول : ولك استحوا هذول خطار..