الاثنين - 28 ابريل 2025

معضلة وضع النقاط على الحروف..ورفاهية الهمزة..!

منذ أسبوعين
الاثنين - 28 ابريل 2025

د. حسين القاصد ||

 


كلما التبست الأمور ظهر أحدهم وقال لا بد أن نضع النقاط على الحروف!، ويكون هو المتفضل دائما، من دون أن يسأله أحد عن جريمة إبعاد النقاط عن حروفها، أو الحروف عن نقاطها والأمر سيان بتشديد الياء..!.

ثم على حين غرة يتصالح أبو النقاط مع أبي الحروف.. وبوس عمك وبوس خالك.. وتنتهي السالفة.

كل شيء متوقف مصيره على النقاط، بدءا من منتخبنا الذي ترك كأسنا وأخذ يركض باتجاه كأس العالم، ثم خذلت النقاط التي يملكها الخصم، وليس انتهاءً بالتقييم السنوي الذي لم تبرد حرقة فوضى العام الماضي، لنجد أنفسنا حروفاً تبحث عن نقاطها، ونحسد ( الهمزة) لأنها تملك كرسيا تعويضيا عن كونها بلا نقطة.. فبعد أن تتعرض لحركة كسر بريئة تسبقها تتربع على كرسيها.

أويلي (عالهمزة )!!
صديقي المدلل لا يعرف شيئا عن (الهمزة ) لكنه يركض خلف الأسماء اللامعة كي يؤثث اسمه بصحبتهم ، وحين يستهلك اسما وتصبح بينهما (ميانة ) يذهب إلى اسمٍ جديد لكي يلمع نفسه به ، ودائما يكون الخطاب في البداية بـ (أستاذي ) وبعدها (خوية ) ثم لا يتوانى أن يتمكن من توجيه أستاذه بما يظنه صحيحا ، لذلك ولكثرة أخطاء أصدقائنا في كتابة الهمزة لابد أن أشكرهم وأتقدم لهم بما يأتي ، لعل هذا المقال يعظ من يريد أن يتـعظ .

منذ أن تعلمت القراءة والكتابة ( وربما هذا الشيء وحده يجعل الشخص مرموقا في وضعنا الحالي بغض النظر عن شهادته ولقبه العلمي) أقول : منذ أن تعلمت أبجديات الأمور وانا أكره الهمزة وذلك لنزقها ودلعها الفائض عن الحاجة فهي حيناً تتسلق قمة الألف وتجلس على رأسه وفي حين آخر تمسك بالياء من ذيلها وأحيانا تتنرجس بالضم وهي تتبختر على الواو وحين تخلو لنفسها تنطلق لتجد مكانا لها وحدها ,

الا أن أغرب أحوالها انها حين تسبق بكسر تتربع على الكرسي وكأنه استحقاق لما بذلت من تضحيات ، مع ذلك فهي لا يسمح لها التمسك بهذا الكرسي في كل الأوقات على الرغم من انه لا أحد ينافسها عليه لكنها لا تجلس على كرسيها الا استجابة لرغبة (النحو العام) حيث تخضع لمقتضيات بقية الحروف .

والهمزة لها ميزة أخرى هي : ان جميع الحروف تبدأ بنفسها إلا هي وللتوضيح أكثر مثلا : إن لفظة (باء) تبدأ بالباء ولفظة (جيم ) تبدأ بالجيم وكذلك جميع الحروف إلا الهمزة فهي لا تبدأ بالهمزة بل بالهاء ويقال والعهدة على أهل العلم إن الهاء والهمزة يشتركان في مخارج الحروف , مع ذلك كله فهي ملتزمة بمتطلبات (المرحلة) عفوا النحو …

ولا تتمسك بالكرسي ولا تخترع الحجج ولا تفتعل الأزمات وهي لم تنس أبداً أنها حرف مثل جميع الحروف على الرغم من تحفظي على كونها حرفا ..

لكني أشهد لها باحترامها حقوق بقية الحروف فهي لا تتمادى ولا تتهجم ولا تدعي ولا تتمسك بكرسيها على الرغم من أنه لا ينافسها عليه أحد . قد يقال ان هذا المقال سياسي فإذا كان كذلك فعلينا التعلم من الهمزة بعض أخلاقياتها.