الأحد - 27 ابريل 2025

المفاوضات الإيرانية الأمريكية: قراءة في المشهد الخفي وآفاق المستقبل..!

منذ أسبوعين
الأحد - 27 ابريل 2025

علاء الطائي ||

 

 

بين التعتيم الإعلامي والتحليل الاستراتيجي

تشكل المفاوضات الإيرانية الأمريكية نموذجًا فريدًا للدبلوماسية السرية حيث تُختزل التصريحات الرسمية في أطر محدودة بينما تُظهر التحركات على السطح إشارات خفية تحتاج إلى تفكيك اختيار “بيت وزير خارجية عُمان” مقرًا للجولة الأولى والحديث عن جولة ثانية في روما برعاية عُمانية يُظهر الحرص الأمني ويُشير إلى تقدم ملموس قد يتم الإعلان عنه قريبًا.

المؤشرات الخفية:
ما وراء الصمت والتحركات
1. الصمت الإسرائيلي:
غياب التصريحات الإسرائيلية يُفسر إما كقبول ضمني بالمسار الأمريكي أو كتحذير من التدخل هذا التغير في النهج يُشير إلى توازنات جديدة في المعادلة الإقليمية.

2. الموقف السعودي:
التقارب السعودي الإيراني بوساطة صينية يُفسر الصمت السعودي تجاه المفاوضات كإشارة لقبول بفتح صفحة جديدة تساهم في استقرار المنطقة.

3. الرسالة التركية:
المفاوضات تُضعف موقف أنقرة الإقليمي وتدفعها لمراجعة سياساتها وسط الأزمة الاقتصادية المتفاقمة وقد تكون مؤشرًا لتغير موازين القوى الإقليمية.

الأسبوع القادم:
اختبار حاسم
– الإعلان عن جولة ثانية في روما سيكون مؤشرًا على نجاح الجولة الأولى وربما التوصل لاتفاق حول ملفي الأسرى أو تخفيف العقوبات.
– إذا ظهر تسريب إعلامي حول “اتفاق إطاري”، فهذا يُشير إلى تطورات جوهرية قد تُعلن في سياق سياسي غير متوقع.

سيناريوهات المفاوضات وتداعياتها على الشرق الأوسط

1. الاحتمالات القصوى:
بين الانهيار والتفاهم
– سيناريو الانهيار:
فشل المفاوضات سيعيد المنطقة إلى التصعيد العسكري مع وجود خطط إسرائيلية محتملة لهجمات استباقية.
– سيناريو التفاهم المحدود:
اتفاق جزئي قد يفتح المجال لمفاوضات أوسع مع ضمانات أمريكية بتخفيف التصعيد.

2. تداعيات إقليمية:
من يصنع القواعد الجديدة؟
– إيران:
أي اتفاق سيُعزز موقعها داخليًا ودوليًا، خاصة مع تحسين الوضع الاقتصادي.
– إسرائيل:
تغيرات داخلية قد تُعيد رسم السياسة نحو قبول واقع تفاوضي تحت ضغط أمريكي.
– الدول العربية:
تحالفات جديدة قد تظهر مع تسارع التطبيع وتخفيف التوترات الإقليمية.

3. المفاجأة الترامبية:
هل ننتظر “صفقة القرن 2″؟
ترامب قد يُعلن عن اتفاق شامل كإرث سياسي يسعى لتعزيزه داخليًا ودوليًا.

الخاتمة:
المنطقة على مفترق طرق
المفاوضات الإيرانية الأمريكية لا تقتصر على ملفات تقنية بل تُعيد تشكيل خريطة القوى الإقليمية نجاحها قد ينهي عقدًا من الحروب بالوكالة وفشلها يُطلق موجة جديدة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.