الجمعة - 09 مايو 2025

عدوانية دول الخليج العربية وكيان الاحتلال تجاه إيران..!

منذ 3 أسابيع
الجمعة - 09 مايو 2025

فتحي الذاري ||
15ابريل 2025م

تشغل منطقة الخليج العربي مركزاً استراتيجياً في السياسة الدولية، حيث تتعدد التوترات والنزاعات بين الدول. يعتبر كيان الاحتلال الإسرائيلي وإيران من أبرز الفاعلين في هذه المنطقة،

حيث تتوتر علاقاتهما بشكل متزايد. تشكل السياسات العدوانية لدول الخليج العربي تجاه إيران جزءاً أساسياً من هذا السياق،

بالإضافة إلى تأثيرها على الصراعات في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. يعد التوجه لكيان الاحتلال الإسرائيلي تجاه غزة وتطورات المفاوضات النووية في مسقط من العوامل المهمة لفهم العلاقات الإقليمية.

تتسم العلاقات بين دول الخليج وإيران بالتوتر المستمر، حيث تعود جذور هذا الصراع إلى عدة عوامل تمثل إيران الجمهورية الإسلامية التي تتبنى المذهب الشيعي وهوالسياسة الإسلامية الحقيقية التي تهدف لتحرير الأراضي المحتلة من احتلال الكيان الصهيوني ،

بينما تمثل العديد من دول الخليج (مثل السعودية) المذهب الوهابي التكفيري والذي يدعون انه سني ولا صله له بذلك . هذا الاختلاف يعزز التوتر ويزيد من الاستقطاب الإقليمي.تدعم إيران المقاومة في المنطقة مثل حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، مما يثير مخاوف دول الخليج من تأثير إيران ومكانتها في العالم العربي والإسلامي .

يعتبر البرنامج النووي الإيراني مصدر قلق بالغ لدول الخليج وكيان الاحتلال، حيث يرون في امتلاك إيران لأسلحة نووية تهديداً مباشراً لأمنهم.

وتعتبر المفاوضات النووية التي تجري في مسقط خطوة مهمة في محاولة تحقيق الاستقرار في المنطقة. رغم التحديات، يمكن النظر إليها من عدة جوانب:

تسعى المفاوضات إلى تقليل حدة التوترات المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني، وضمان سلامة المنطقة. قد يؤدي نجاح هذه المفاوضات إلى تخفيف الضغوط على دول الخليج ويمنح إيران فرصة لتقليل العزلة الاقتصادية والسياسية. على الرغم من أن بعض دول الخليج تدعم التفاوض، إلا أن هناك مخاوف من أن تقدم أي تنازلات لإيران قد يجعلها أكثر قوة، وبالتالي أكثر عدوانية في المنطقة لكيان الاحتلال الإسرائيلي .

سياق التوترات الإقليمية، يأتي توجه رئيس وزراء كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تجاه غزة كعنصر محوري يتبنى نتنياهو سياسة الردع كوسيلة لمواجهة التهديدات من غزة، وذلك من خلال عمليات عسكرية تهدف لإضعاف حركة حماس ومنعها من إطلاق الصواريخ.

يسعى نتنياهو إلى تقوية العلاقات مع الدول العربية الخليجية كوسيلة لتعزيز موقف الاحتلال ضد إيران، حيث يمكن أن تتحد هذه الدول في مواجهة التهديدات المشتركة. تسعى حكومة الاحتلال لتعزيز علاقاتها مع الدول الخليجية من خلال اتفاقيات تطبيع مثل اتفاقيات أبراهام، مما يؤكد تزايد المصلحة المشتركة في مواجهة النفوذ الإيراني.

ومآلات العلاقات المستقبليةإن تحليل العلاقات بين دول الخليج وكيان الاحتلال وإيران يشير إلى عدة مآلات مستقبلية إذا استمرت السياسات العدوانية، فمن المحتمل أن نشهد تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة، مما سيؤثر سلباً على الأمن والاستقرار. من جهة أخرى،

يمكن أن تفتح نتائج المفاوضات النووية قنوات للحوار بين إيران ودول الخليج، مما قد يسهم في تحقيق السلام. إذا تم التنسيق بشكل جيد بين دول الخليج وكيان الاحتلال، قد يتمكنون من إنشاء تحالفات استراتيجية لمواجهة التهديدات الإيرانية.

تشكل عدوانية دول الخليج تجاه إيران والسياسات الإسرائيلية تجاه غزة واقعاً معقداً يؤثر على الاستقرار في منطقة الخليج العربي. إن المفاوضات النووية قد تكون الأمل في تحقيق بعض الاستقرار، ولكن تبقى التوترات قائمة في ظل الاختلافات السياسية والمذهبية. تحتاج الدول المعنية إلى تطوير استراتيجيات فعالة تضمن الأمن وتحفز التعاون الإقليمي لضمان مستقبل أكثر استقراراً.