شجون عراقية: الإعلام وما ادراك ما الاعلام..!
د . كريم صويح عيادة ||
قبل أيام قليلة أثار الإعلام المصري قضية رأي عام ملخصها؛ (معلم خارج من المسجد بعد اداء صلاة العشاء، فوجد شاب مع فتاة في سيارة يمارسان الفحشاء، قام بنصح الشاب ، فما كان من الشاب إلا القيام بضرب المعلم بشكل مبرح توفي على أثارها حال وصوله للمستشفى)،
لقد استخدم الصحفي المصطلحات المقدسة مثل؛(معلم ،مسجد، صلاة ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، بينما الحقيقة اللذان بالسيارة أخ وأخته ينتظران والدهما،
لم توجد على المعلم أي آثار لشدة خارجية بالفحص الطبي، لان الذي جرى بينه وبين الشاب مجرد مشادة كلامية، المعلم كان يعاني من السكري والضغط ولديه أمراض قلب مزمنة، وتدخل بشأن لم يعنيه لأنه ليس من شرطة الأداب ولا من هيئة الأمر بالمعروف.
في العراق نشر احد الصحفين تقريرا متلفزا حول منح الارهابيين رواتب شهداء بمليارات الدنانير(شهداء، فساد بالمليارات)، لكنه في نفس سياق التقرير اتهم الأطباء بتزوير شهادات الوفاة!
السؤال هل الطبيب عليه التأكد من جثة المقتول فيما إذا كان شهيدا أم ارهابيا أم ان الأمر يخضع للتحري القضائي والجنائي!؟
هل الطبيب يكتب في شهادة الوفاة شهيد او أرهابي أم سبب الوفاة فقط!؟
هل تسمح إمكانيات وزارة الصحة الفنية بفحص DNA لمعرفة هوية المتوفي !؟
هل تسمح ظروف البلد الاجتماعية والدينية بتأخير تسليم الجثة لأسبوع او حتى 24 ساعة لتحقق من سبب الوفاة !؟
علما ان الشهيد في العراق يمنح شهادة وفاة بدون تشريح.
نتمنى من السلطة الرابعة (الصحافة) ان تكون منصفة لإظهار الحقيقة وليس لإخفائها بدوافع حزبية او لأغراض الابتزاز السياسي والمادي، وان تتجنب التقديس لدس السم بالعسل.
اللهم احفظ العراق واهله وكل بني الإنسانية