الجمعة - 16 مايو 2025
منذ 3 أسابيع
الجمعة - 16 مايو 2025

علي النقشبندي ||

الله سبحانه وتعالى ليس له عاطفة فيسر ويفرح ويسعد ويضحك، أو يبكى ويحزن ويتألم ويكتئب، فهذا شأن المحدثات، وخصائص الأجسام، واوصاف الماديات، والقادر المتعال منزه عنها و(سبحان الله عما يصفون)ومن كمال معرفة الله (نفي الصفات عنه..).

كما يقول أمير المؤمنين (ع)، فما معنى الآيات الكريمة التي تعبر عن حالات وكيفيات النفس من(حب ومقت ورضا وغضب وكره) والتي تعبر عنها النفس الانسانية المحدثة بافعال وانفعالات (الضحك والبكاء الفرح والسرور والبغض والحب والعشق و،،،).
نقول بعد الاستعانة به للقول الفصل والاستعاذة به من شطط القول، انه خلافا لاقوال بعض الفلاسفة،

انه عز وجل وصف وجوده الأصيل ب النفس (وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِـمْتَهُ تَعْلَـمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَـمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ).

والاظهر من ذلك قوله سبحانه وتعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).

ولعله هو المقصود من حديث جابر (اول ما خلق الله نور نبيك ثم خلق منه كل خير) فكما عبر عن ذاته التي (لا تدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن) بالنور فقال عز من قائل:

(اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْـمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَـمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ).

هذه النفس المجردة الخالقة العظيمة لها اسماء حسنى متعددة،ةان تكثرت في الخارج الذهني فهي واحدة في الوجود الواقعي وهو المعبر عنه بوحدة الوجود، وفي الأثر الشريف( من عرف نفسه فقد عرف ربه) والنفس الكلية محيطة بجميع النفوس الاخرى احاطة علم ،

وقد عبر عنه حسيا بالقرب (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَـمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) ويعبر عن رضا وغضب هذه النفس العظيمة، بالانفعالات الكيفية للنفس الواحدة من غضب ورضا النفوس الطاهرة المطهرة (رضا الله رضانا اهل البيت) والتي لها نوع من الإحاطة الكلية تسمى الولاية،

تبدأ بالأصل والاشد والاقوى الصالح في نفسه (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ )بعرض الاعمال عليه (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْـمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِـمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).

مرورا بأولي الأمر أولياء الله المنصوص عليهم (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) وصولا الى (وَالْـمُؤْمِنُونَ وَالْـمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

وتجد عند تراث المسلمين من اهل الجمعة والجماعة، وأقوال علمائهم، أصحاب الرؤية البصرية سواء في الدنيا والاخرة، وهم المجسمة بشكل عام، الكثير من الاقوال نسبوها كذبا للرسول الأعظم (ص)،كاحاديث ضحك الله، وحديث بكاءه على طوفان نوح حتى رمدت عيناه.

والحمد لله اولا واخرا