الجمعة - 16 مايو 2025
منذ 3 أسابيع
الجمعة - 16 مايو 2025

الشيخ مازن الولائي ||

٢٦ شوال ١٤٤٦هجري
٥ ارديبهشت ١٤٠٤
٢٠٢٥/٤/٢٥م

 

 

بعد أن تحقق لك ما تريدي يا دنيا أصبح لزما على قلمي أن يهديك باقة ورد اعترافا منه بذكائك ونجاح شعاراتك!

اذ تفوقتي على أصحاب الشعارات ومن صدعوا رؤوسنا بالقيم والمبادئ الرنانة!

واستطعتي كشفهم كل بعلاج كان من صنع يديك البارعتين، فمن يهوى المناصب عن طريقها اسقطتيه وبالادلة فضحتيه! ومن خلال زعيم الحزب الذي استغل ثقة الجمهور البريء وغير المؤهل ليكشف ألاعيب ذا الحزب وتلك المؤسسة وذاك الكيان!

ولم تستثني منهم أحدا من رئيس وزراء إلى نواب والى مدراء والى نائبات والى شخصيات دينية بعضها ومدنية أغلبها، كنتي كصور الدم التي بينت نوع مرضهم وشهوة كذبهم!

اهنيك لأنك لم يصمد أمامك مدعي متمظهر الولاء والدين والقرب من مصادر الثراء، عجيب عليك يا دنيا فرغم كل تحذير المعصومين عليهم السلام وقع كل هذا العدد بحبائلك ومصائدك!

ولم يكن الإمام ليخطب ويحذر بطرا، وهو يرسل لنا الروايات زرافات ووحدانا، يعلّمنا أنها – الدنيا – حين تظفر بنا لا تبقي لنا باقية!

ومن هنا ساقت بعضنا إلى حيث تريد أمريكا وإسرائيل وبعض العرب المطبيعن!

المطبعين الذين ننكرهم بالظاهر ونحقق لهم ولاسيادهم ما يريدون بالباطن، والحديث طويل يا “دنيا” من السماح لطائرات العدو الصهيوني بالتدريب بسماء عراق الحسين وعلي عليهم السلام، إلى بيع ميناء خور الزبير! والى فتح باب الإستثمار للشركات الأمريكية سيئة الصيت والى أخرج المجرمين ممن حكموا بالإعدام حتى خرجوا تحفهم القوات الأمنية وغيره الكثير مما يصعب على قلمي عده واحصائه!

لذا إليكم يا من قتلتكم الدنيا هذا الملحق المفيد في عشقها..

لقد وصف الأئمة المعصومون (عليهم السلام) الدنيا بأساليب متعددة تبيّن حقيقتها الزائلة وخداعها وزيفها، وحذّروا المؤمنين من الاغترار بها. وفيما يلي بعض الأوصاف والذمّ الوارد عنهم في هذا الشأن:

1. الدنيا دار فناء وزوال
– عن الإمام علي (عليه السلام):
“الدُّنْيَا دَارُ مَمَرٍّ لَا دَارُ مَقَرٍّ، وَالنَّاسُ فِيهَا رَجُلَانِ: رَجُلٌ بِاعَ فِيهَا نَفْسَهُ فَأَوْبَقَهَا، وَرَجُلٌ ابْتَاعَ نَفْسَهُ فَأَعْتَقَهَا”.
(نهج البلاغة، الحكمة 133)
(الدنيا دار عبور لا دار استقرار، والناس فيها صنفان: من أهلك نفسه بالمعاصي، ومن حررها بالطاعة).

2. الدنيا كالسمّ القاتل
– عن الإمام الصادق (عليه السلام):
“مَثَلُ الدُّنْيَا مَثَلُ السَّمِّ، إِذَا أَكَلَهُ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ قَتَلَهُ”.
(الكافي، ج2، ص135)
(الدنيا كالسمّ، إن لم يُحسن التعامل معها أهلكت صاحبها).

3. الدنيا متاع الغرور
– عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله):
“الدُّنْيَا مَالِحٌ عَذْبٌ، فَمَنْ أَخَذَ مِنْ مَالِحِهَا بِعَذْبِهَا نَجَا، وَمَنْ أَخَذَ مِنْ عَذْبِهَا بِمَالِحِهَا هَلَكَ”.
(بحار الأنوار، ج73، ص92)
(الدنيا خليط من الحلو والمر، فمن تعامل معها بحذر نجا، ومن انغمس فيها هلك).

4. الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
– عن الإمام علي (عليه السلام):
“الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ”.
(نهج البلاغة، الحكمة 147)
(المؤمن يعيش في الدنيا كأنه في سجن لأنه يتطلع إلى الآخرة، أما الكافر فينغمس في لذّاتها كأنه في جنة).

5. الدنيا كالحلم الزائل
– عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) في دعائه:
“وَاذْكُرْنِي بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ مِنْ سَخَطِ الدُّنْيَا وَدَرَكِ الْآخِرَةِ”.
(الصحيفة السجادية، الدعاء 20)
(الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فكيف بالاغترار بها؟).

6. ذمّ التعلّق بالدنيا
– عن الإمام الحسن (عليه السلام):
“مَا أَضْيَعَ عُمْرَ مَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا، وَكَيْفَ يَفُوتُهُ مَا يُرِيدُ، وَكَيْفَ يَبْقَى مَا يَهْرَبُ مِنْهُ؟!”.
(تحف العقول، ص237)
(من أحب الدنيا ضيّع عمره، لأنها تفنى وما يريده منها يزول).

7. الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة
– عن النبي (صلى الله عليه وآله):
“لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ”.
(الكافي، ج2، ص134)
(لو كانت الدنيا تساوي شيئًا عند الله، لما أعطى الكافر منها حتى قطرات الماء).

وصف الأئمة (عليهم السلام) الدنيا بأنها:
دار زوال لا تستحق التعلّق.
– دار اختبار يُعرف فيها الصادق من الغافل.
– مصيدة الشيطان التي يغوي بها الإنسان.
– سلعة الغرور التي تخدع من لا يعرف حقيقتها.

ولكنّهم (عليهم السلام) لم يحرّموا الانتفاع بالدنيا بالحلال، بل حذّروا من حبّها والركون إليها، لأنها قد تصبح أكبر همّ الإنسان فتُبعده عن الله.

“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر قادم ..

قناة التكرام..
https://t.me/mazinalwlaay