السيد الحوثي ومجريات الأحداث الإقليمية والدولية..!
فتحي الذاري ||
بينما تتزايد الأحداث وتتعقد الأوضاع في المنطقة، تأتي كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه، يوم الخميس 26 شوال 1446هـ، كإحدى المحطات الهامة التي تتناول مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية وتأثيرها على اليمن.
وفي محور حديثه، سلط الضوء على الجرائم الأمريكية ضد المدنيين في اليمن، مدينًا الأفعال التي تعبر عن الفشل العسكري والسياسي للولايات المتحدة، والعلاقة بين العدوان على اليمن وجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
تسبب الإجرام الأمريكي في اليمن بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، ما يؤكد ضعف هيمنة الولايات المتحدة على الساحة السياسية والعسكرية. تأتي هذه الأفعال كجزء من الدعم الغير مباشر للكيان الإسرائيلي في جرائمه ضد الفلسطينيين، حيث يتم استخدام العدوان كوسيلة ضغط أمام صمود اليمن ضد الاحتلال.
أشار السيد القائد إلى العمل العسكري الأمريكي في اليمن، مبرزاً عدم نجاح هذه الاستراتيجيات في تحقيق الأهداف المرسومة نتيجة للثبات والاقتدار الشعبي. وأكد على الهوية الإيمانية للشعب اليمني وثباتهم في قضاياهم، موجهًا الدعوة لمواصلة دعم القضية الفلسطينية في ظل الظروف الصعبة.
ترسم الأحداث الحالية صورة معقدة عن المشهد الإقليمي، حيث تعد الولايات المتحدة ذات القوة العسكرية الأقوى، لكنها تواجه تحديات في تحقيق أهدافها. تتجلى الصعوبات في فهم الديناميكيات الداخلية ومعالجة الأبعاد السياسية بشكل دقيق. إن انخراطها في الصراعات الإقليمية، خاصة في اليمن، يبرز كيف أن القوة العسكرية لا تكفي بدون استراتيجية متماسكة وفهم عميق للمحيط.
تأتي التحركات الأمريكية الأخيرة، مثل نشر حاملات الطائرات في البحر الأحمر، كجزء من محاولة للضغط على إيران، لكنها في نفس الوقت قد تكشف عن فخ استراتيجي معقد قد يتجاوز قدرة الولايات المتحدة على التحكم. ومع تصاعد المقاومة من قبل الشعب اليمني، يتضح أن الفرضيات الأمريكية قد لا تؤكد الحقيقة القابلة للتحقيق.
أظهرت مقاومة الشعب اليمني على مدى السنوات الماضية أنها قادرة على مواجهة القوى الكبرى، ما يبرز أهمية الوعي المحلي والدعم الشعبي.
تزايد جهود الولايات المتحدة في الضغط العسكري يؤكد فشل استراتيجيتها في التفاوض مع إيران، مما ينذر بمستقبل معقد في العلاقات الإقليمية. الأحداث تشير إلى أن تأثير سياسة القوة العسكرية وحدها قد يضعف، وأن القدرة على التفاوض والحلول السياسية ستمثل الأولوية لمستقبل الاستراتيجيات الأمريكية.
يتطلب الوضع السائد في اليمن ودول المنطقة طابعًا متجددًا في التعامل مع الأحداث والتحديات. إن قوة الأفعال السياسية والتفاوضية قد تبرز كعنصر حاسم في تحديد مستقبل العلاقات الإقليمية، في ظل تدهور الاعتماد على القوة العسكرية كوسيلة لتحقيق الأهداف.
يتوجب على الولايات المتحدة إعادة تقييم سياستها، خاصة في ظل الوضع المتغير سريعًا، لضمان مصالحها والقدرة على الاستجابة للأزمات العالمية المتزايدة.