الجمعة - 29 مارس 2024

لماذا لم تفتي المرجعية الدينية في النجف الأشرف بالجهاد ضد الاحتلال الأمريكي (الحلقة الأولى)

منذ 4 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


حيدر الطائي

يتسائل الكثير من الإخوة الكرام حول مادة عدم إعطاء المرجعية الدينية فتوى بالجهاد ضد المحتل الأمريكي الغازية للأرض العراقية. وانقسم الناس بخصوص هذا الأمر إلى فئات متعددة منها من يلقي الشبهات بين عوام الناس راجيًا من وراء ذلك بث الفرقة بينهم وتشتيت أمرهم وفئةٍ من وراء ذلك إثارة هذا الأمر هي البحث عن أجوبة عن اسئلتها وذلك للفقر المعرفي الذي تعانيه والفئة الثالثة تعرف الأجوبة معرفة الشاه عن الغنم. لكن تبغي من وراء ذلك إرضاءً لسياسات زعامات تعتاش على هذا الأمر كي تروج بضاعتها الجهادية التي تفتخر بها. وإننا بعد التوكل على الله تعالى. نضع أجوبةً وتحليلات مطابقة للواقع والعقل والمنطق أجوبةً محكمة لاتشابه فيها ولاغموض ولا مجاملة. ولهذا نقول بعد التوكل على الله سبحانه. إن المرجعية الدينية منذ تأسيسها قرابة ألف عام
قامت بأدوار وطنية شاملة وقدمت التضحيات الجسام من أجل أن ينعم الشعب العراقي والناس بوافر من الأمن والاستقرار والحرية والكرامة. وذلك لعبت دور مهم لما تتمتع من قدسية امتلكتها من من قدسية الشعب لأنها كانت مع همهم ومحنتهم وكذلك تطلعاتهم. والمرجعية الدينية هي المؤسسة الدينية الوحيدة التي لم تخضع للرقابة والسيطرة من قبل الحكومات وظلت محافظة على استقلالها حتى حافظت على تراث هذا الكيان المقدس.
والجهاد هذا العنوان المقدس في الفكر الإسلامي الذي للأسف أصبح ورقة يُساء فهمه مما جعل بعض المدارس التي تنتحل مدرسة الإسلام الأصيل أن تستخدمه لضروف سياسية وشخصية ضيقة وذلك مستندة إلى تأويلات ورغبات اجتهادية مما جعله محل نظرة خاطئة منفرة تشوه معالم ديننا الحنيف وهذا نتيجة تطبيق بنوده بصورةٍ خاطئة.
وعلى مدار ألف سنة من تأسيس المرجعية الدينية لم تستخدم المرجعية مبدأ الجهاد وذلك لخطر تطبيقه والتداعيات التي تفرزها نتيجة توظيف هذا المبدأ. لكن المرجعية استخدمت الجهاد الا مرة واحدة ضد الاحتلال البريطاني وذلك في عشية ثورة العشرين عام ١٩٢٠م
وذلك للتدخل العسكري البريطاني. فالعراقيون ينظرون إلى مثل هذا التدخل على إنه تهديد لدينهم ومجتمعهم. لذلك شكل دخول القوات البريطانية إلى العراق سنة ١٩١٤. تحديا كبيرًا للتركيبة الإجتماعية العراقية. ودفع الجماهير إلى الالتصاق بقوة شخصياتها الدينية. وهكذا أصبح علماء الشيعة قادة للحركات الجهادية. فبرزوا من حينها كقياداتٍ سياسية استطاعوا أن يملأوا الفراغ السياسي الذي أحدثه إنهيار الحكم العثماني في العراق على أثر الاحتلال البريطاني له من جهة وفشل قوات الاحتلال في إقرار النظام ومسك زمام الأمور من جهة أخرى. وجاء التوقيع على اتفاقية(سان رينو) في سنة ١٩٢٠م. ليحدث تحولٌ في تقرير مصير العراق. إذ جعلت لبريطانيا بموجبها حق الانتداب على العراق. فأشعل هذا الأمر انتفاضة شعبية عمت العراق ضد الاحتلال البريطاني. وأصدر المرجع الديني السيد محمد تقي الشيرازي بياناً إلى الشعب العراقي يدعوهم إلى التظاهرات السلمية للمطالبة بالاستقلال مع الحفاظ التام على جميع أنفس وأموال وأعراض غير المسلمين أبناء الأديان والملل الأخرى. ووضع الشيرازي وبقية العلماء هدفين أساسيين لنشاطهم ضد الاحتلال
الأول: إخراج القوات البريطانية من العراق وإنهاء الإحتلال
الثاني: السيطرة على النظام السياسي في العراق
ولتعزيز هذين الهدفين. أجتمع عدد من رؤساء العشائر وجماعة من العلماء في دار الشيرازي. فاصدر فتوى يدعو فيها العراقيين إلى المطالبة بحقهم بالاستقلال وإلى جواز إستعمال القوة والسلاح إذا رفضت بريطانيا قبول طلبهم هذا وهذا هو نص الفتوى 👈👈( مطالبة الحقوق واجبةٌ على العراقيين ويجب عليهم في ضمن مطالبتهم رعاية السلم والأمن ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية إذا امتنع الانكليز عن قبول مطالبهم) وتكمن أهمية ثورة العشرين في أنها تعتبر أهم حدث في منطقة الشرق الأوسط في ذلك الوقت. رغم إنها لم تحقق أهدافها الآنية التي وضعها لها قادتها.
فقد استطاعت هذه الثورة أن تعجل في حصول العراق على استقلاله. لأنها حملت البريطانيين على إعادة النظر في مخططهم الأول. إلا وهو الحكم المباشر للعراق. وتغيره إلى الحكم الغير مباشر وذلك بتأسيسها الدولة العراقية مباشرة بعد قيام الثورة. إضافة إلى ذلك فإن هذه الثورة قد عجلت في حصول العراق على استقلاله. إذ لولاها لما حصل العراق على استقلاله بعد وقت قصير ويصبح العراق عضوًا في عصبة الأمم وذلك في عام ١٩٣٢. … يُتبع…
ـــــــــــ