الجمعة - 16 مايو 2025
منذ 3 أسابيع
الجمعة - 16 مايو 2025

محمد الحسن ||

لو كان طامعا بمنصب، ولو من باب الثقة بالنفس؛ ليدفع ضريبة التصدي، ولو كان الموقع يحقق له مكسباً ماليا، لما كلّفت نفسي بالكتابة حتى. ولو كان محروما من جاه او سلطة، لتركناه يواجه ما اراد!

قد يكون الدفاع الإعلامي عن الاخ والقريب والصديق، عندما يتولى موقعا، يثير الاحراج، وبالفعل، لم اسأله عن شيء سوى امر واحد: ما هو مستقبل القرنة، وهل هناك آفاق لتطوريها؟

همّه الوحيد هو ذاك، قد أبدو مبالغا، وفي الحقيقة أنّي لا استطيع وصف الواقع لأنني سوف اظلم الرجل وهو اخي!

عبد المجيد جعفر الحسن الذي استلم منصب قائمقام قضاء القرنة في البصرة قبل اكثر من سنة، جاء إلى الموقع ليس طالبا؛ انما هناك من أصرّ على توليه من المواطنين وهم كثر. يعتقدون بكفاءته ونزاهته وشجاعته.

موقعه في شركة نفط البصرة اكبر من موقع قائمقام، وراتبه الشهري الذي يتقاضاه من النفط اكثر بكثير، وحريته المتحققة في النفط ووقته لا يمكن مقارنته بما يعيشه اليوم من ضغوط كبرى. كان يمضي جزءا من يومه في الوظيفة ثم يعود ليمارس نشاطه العلمي والاجتماعي.

اما اليوم، فقد توقف راتبه من النفط منذ اكثر من سنة، ولم يستلم دينارا واحدا من وظيفته الجديدة لغاية اليوم، بمعنى انّ خسارته المادية، وأجزم على هذا، لا يستطيع قبولها احد.

عبد المجيد الحسن لا يفكر بطريقة المجد الشخصي او العائلي، ولا يفكر بطريقة الربح المادي، يحمل هموم ابناء جلدته ويحاول وضع المعالجات والحلول العلمية والدائمة لها.

هذا جزء من عبد المجيد الحسن صاحب الشهادة العليا في الهندسة المدنية، وابن مدرسة المواقف والشهداء. ولا يمكن القبول ان يُقارن بشخص متنطّع لمكانة لا يمتلكها، شخص يحاول استلاب مكانة ليس اهلاً لها، شخص يدّعي العلم وهو لا يملك منه سوى مظهره وصراخ غايته منه الابتزاز.

ليس موضوعا عائليا او نعرة قبلية؛ انما هو الحق الذي صدح به الشرفاء وهم كثر.