بغداد تستحضر الزفت حين تُستحضر القمم..!
محسن الشمري ||
♦️قالها الاقتصادي الكيني جيمس شيكواتي (James Shikwati) :
“التنمية لا تأتي من تنظيف النوافذ قبل زيارة المراقبين، بل من إصلاح الأساسات التي يقف عليها البيت.”
♦️ومع قرب انعقاد القمة العربية في بغداد، تنشط الحملات الخدمية بشكل غير مسبوق: تأهيل طريق المطار، تحسين شارع صالة الشرف، وتبليط مناطق أخرى “على مدار الساعة” كما قيل.
بغداد، مثل كثير من المدن العربية، لا تعاني من نقص في الزائرين، بل من نقص في الرؤية طويلة الأمد. إصلاح الطرق قبل القمم قد يُرضي الكاميرات، لكن لن يُخفي ضعف البنية التحتية، ولا معاناة المواطن اليومية مع الزحام، والمجاري، وانقطاع الخدمات.
♦️نرحب بالأشقاء العرب، لكن الأهم أن نرحب يوميًا بأهل بغداد وهم يسيرون على أرصفة آمنة، ويعبرون جسورًا متينة، ويعيشون في بيئة تليق بتاريخ هذه المدينة العريقة.
جميل أن تظهر بغداد بأبهى حلّة أمام الضيوف العرب، لكن ماذا بعد أن تغادر الوفود؟
هل ستتواصل هذه الجهود بالوتيرة نفسها؟
هل سنرى التبليط نفسه في الأزقة المحرومة من سنوات؟
هل سيحظى المواطن البغدادي بمعاملة “ضَيف” في بلده؟ أم أن هذه الجهود مناسبة موسمية تُرفع بعدها الأرصفة مجددًا وتُترك الحفر تبتلع الإطارات والوعود؟
♦️والسؤال الذي يراود الكثيرين:
ألا يشعر صانع القرار ،بالخجل حين يزور دولًا مماثلة مثل السعودية، قطر، الإمارات، مصر، أو الأردن، حيث لا تُجهّز الشوارع والمرافق لأجل مؤتمر، بل هي مهيّأة وجاهزة دائمًا؟
هناك، لا تُعبّد الطرق من أجل الكاميرات، بل من أجل تحفيز النمو الاقتصادي المستدام.
♦️بغداد تحتاج قمة دائمة في الأداء، لا مجرد قمم سياسية عابرة.