الجمعة - 16 مايو 2025

العراق بين ضجيج السياسيين وصمت الإنجاز: تفكيك ظاهرة السفسطة السياسية..!

منذ 3 أسابيع
الجمعة - 16 مايو 2025

خبير بالشأن السياسي والأمني طه حسن الأركوازي ||

 

في المشهد السياسي العراقي المُعقد حيث تتنافس القوى على السلطة والنفوذ ، تبرز ظاهرة مُقلقة ، وهي السفسطة السياسية ، فهي ليست مجرد كلام فارغ أو أخطاء عفوية ، بل هي أستراتيجية مُتعمدة تستخدم الحجج الخادعة ، والمشاعر الكاذبة للتأثير على الجمهور ، وتزدهر هذه الظاهرة في بيئة سياسية تُعاني من ضعف المؤسسات والانقسامات العميقة ، حيثُ تُستخدم للتغطية على الإخفاقات وتحويل الأنظار عن المشاكل الحقيقية ، مما يُعرقل التقدم ويؤدي إلى شعور المواطنين باليأس .

ما هي السفسطة السياسية .؟
هو فن أستخدام اللغة والمغالطات لتحقيق أهداف سياسية ، وتشمل هذه الأساليب :

1- التلاعب بالألفاظ : عِبر أستخدام كلمات عامة يغلب عليها الضبابية دون تحديد معناها بوضوح .
2- المغالطات المنطقية : تقديم حجج تبدو صحيحة للوهله الاولى لكنها خاطئة في الأساس .
3- الاستمالة العاطفية : التركيز على إثارة المشاعر بدلاً من الحقائق .
4- الانتقائية في عرض الحقائق : أختيار الحقائق التي تدعم وجهة النظر وتجاهل الباقي .
5- الهجوم الشخصي : مهاجمة شخص الخصم بدلاً من مناقشة أفكاره .
6- التعمية بالتعقيد : أستخدام لغة صعبة لإخفاء الحقائق وتجنب المساءلة .
الأغلب الأعم من السياسيون يُمارسون هذه الأساليب ، ووسائل إعلامهم وأنصارهم للتأثير على الجمهور وخدمة مصالحهم الخاصة .

لماذا تستمر السفسطة في العراق ، فهناك عدة أسباب منها :
أ. ضعف الرقابة والمحاسبة : يجعل السياسيين يشعرون بأنهم فوق القانون .
ب. نظام المحاصصة : يشجع على الخطاب الطائفي بدلاً من العمل الوطني .
ج. الإعلام المنقسم : يصبح أداة لتضليل الجمهور وتشويه الحقائق .
د. إحباط الشعب : يجعل الناس أكثر عرضة لتصديق الوعود الكاذبة .
هـ. غياب البرامج الحقيقية : يُعوض بالشعارات والخطابات الرنانه ، والتركيز على الخلافات الثانوية .

هذا الوضع يؤدي إلى ظهور قادة يركزون على الكلام المعسول للتغطية على فشلهم في تحقيق أي إنجاز حقيقي ، أمثلة من الواقع العراقي نرى السفسطة في :

1- الوعود الانتخابية الكاذبة : وعود براقة لا يتحقق شيءٌ منها على أرض الواقع .
2- أستغلال الهوية : تضخيم الانتماءات الدينية أو العرقية لصرف الانتباه عن المشاكل .
3- جميل الفشل باللغة : أستخدام كلمات مبهمة لتغطية الإخفاقات .
4- إلقاء اللوم على الآخرين : تبرئة الذات وتحميل المسؤولية للغير .
5- تضخيم الإنجازات الصغيرة : تقديم الأعمال الروتينية كأنها إنجازات عظيمة .

تأثير السفسطة المدمر على العراق :

أ- تساعد على انتشار الفساد .
ب- تؤدي إلى تدهور الخدمات الأساسية .
ج- تزيد من البطالة والأزمات الاقتصادية .
د- تؤجج الصراعات والانقسامات في المجتمع .
هـ- تضعف ثقة المواطنين بالعملية السياسية .
و- تعرقل بناء دولة قوية وموحدة .

كيف يمكن مواجهة السفسطة عِبر .؟

1. يجب على الشباب فضح التضليل عبر وسائل التواصل والأدوات الرقمية .
2. يجب على المجتمع تطوير الوعي النقدي لتمييز الخطاب الصادق من الكاذب .
3. يجب أن يلعب الإعلام المستقل دوراً في التحقق من الحقائق ومساءلة السياسيين .
4. يجب على منظمات المجتمع المدني مراقبة أداء الحكومة والمطالبة بالشفافية .
5. يجب أن يركز التعليم على بناء التفكير النقدي لدى الأجيال الجديدة .
6. يجب على المواطنين دعم القوى السياسية التي تقدم برامج واضحة وتلتزم بالمساءلة .

لا يُخفى على أحد بأن السفسطة السياسية تُعيق تقدم العراق ، لذا من الواجب على العراقيين رفض هذا الأسلوب والمطالبة بالحقائق والأفعال والإنجازات الحقيقية لبناء مستقبل أفضل لبلادهم ، الانتقال من الكلام إلى العمل هو الطريق الوحيد لتحقيق التغيير المنشود …!