انفجار بندر عباس: من المرسِل..ومن المرسَل إليه؟!
د. عبد الله علي هاشم الذارحي ||
فاجأ العالم القريب والبعيد انفجار ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس جنوب إيران، والذي أصاب البشر والحجر ودمّر المباني، وأشعل خزانات النفط ومشتقاته، ودفع بالمراقبين والمسؤولين إلى معرفة الأسباب، حيث بلغت قوته قوة الزلازل…!
يبقى في دائرة الشك والأقرب انه رسالة صهيونية إلى طهران وواشنطن، واحتمال رسالة أميركية من أجل الضغط على طهران، واحتمال خطأ محلي، واحتمال وارد تخريب من منظمة خلق، ولكن الاحتمال الأرجح صهيوني….!
ولمعرفة أي حدث لا بد من البحث والتدقيق بالأدلة والقرائن الدامغة وردات الفعل من العدو والصديق والحليف والمستقل وأصحاب الأقلام المشبوهة، ووسائل الاعلام المأجورة والخبيثة التي حصلت في ظروف اقليمية ودولية معقدة يتخللها مفاوضات اميركية – إيرانية حول الملف النووي ورغبة الطرفين بعد لقاءات سرية وعلنية ورغبة متبادلة عبّر عنها كل منهما على أعلى المستويات، وأبرزها تصريح الرئيس الاميركي بأنه لن يذهب إلى تحقيق رغبات نتن ياهو في أي هجمات على إيران، وأعلن عن أمله بلقاء السيد الولي الفقيه علي الخامنئي والرئيس الإيراني وقرب توقيع الاتفاق النووي.
بالإضافة إلى تصريحات وزير خارجية إيران التي تلاقي التصريحات الأميركية، وخشية الكيان المؤقت من أي تفاهم بين طهران وواشنطن أن يكون على حساب تل أبيب…!
واللافت هو انفجار أزمة كشمير بين باكستان والهند ومؤشرات إغلاق الملف الأوكراني- الروسي بقرار أميركي على قاعدة: يلي بولعها بطفيها…!
ينهض مما تقدم احتمالات عدة أحلاها مر، ولكل منها أسبابها:
١- عدوان صهيوني بهدف تعطيل المفاوضات والرد على ترامب
٢- عدوان أميركي من خلال ما يُعرف بمجاهدي خلق (منافقي خلق) بهدف الضغط على الحكومة الإيرانية وفرض أمر واقع على المفاوضات وقبول طهران بالشروط الأميركية
٣- خطأ تقني أو إهمال إداري محلي سبق الكارثة
٤- تدخل طرف خارج الاحتمالات المذكورة أو ما يُعرف بالطابور الخامس، وهذا أمر ضعيف جداً.
وقد سارع الكيان المؤقت ليعلن براءته من دم يوسف مما يثير الشبهة على قاعدة: يكاد يقول المريب خذوني…!
وبناءً عليه تطرح تساؤلات عدة منها:
١- من المستفيد من هذا الانفجار بصرف النظر عن الفاعل؟
٢- من هو الفاعل المادي والمعنوي؟
٣- هل يثير التوقيت الشبهة أن أن الأمر قضاء وقدر؟
٤- هل سيكون له تداعيات على المفاوضات الأميركية الإيرانية أم يعجّل في إنجازها إيجاباً؟…
.