الجمعة - 16 مايو 2025

انتخابات وتخصيصات وحكومات تتبدل ووعود والحال هو الحال..!

منذ 3 أسابيع
الجمعة - 16 مايو 2025

الناقد السياسي حسن درباش العامري ||

يبدو أن المواطن العراقي (الناخب والمرشح ) لايزال الكثير منهم يجهل المعنى الحقيقي لإجراء الانتخابات البرلمانية ولم يعي الأضرار المترتبة على سوء الاختيار ،

ولا يضع المرشحين في موازين الكفاءة والدراية والمقدرة والإرادة والنزاهة ، وربما يكون المرشح واعيا لما يفعل عندما يحدد هدفة بالفوز قبل اي شئ آخر ،عندما يقدم على تقديم المغريات للناخب( زادت أو قلت) من أجل ضمان الفوز أو لنقل من أجل شراء الفوز ! لأنه يعتبر القضية بأنها تجارة مضمونة الربح ،وان من يحضى بالفوز كأنه قد وجد كلمة السر لفتح مغارة علي بابا !

فمنذ أول انتخابات حصلت في 30 كانون الثاني2005، حيث تم انتخاب 275 عضوا في الجمعية الوطنية الانتقالية، والتي انبثقت عنها الحكومة العراقية الانتقالية ¹.مرورا بالاستفتاء على الدستور العراقي الدائم الذي اجري في 15 – 10- 2005، والذي وافق عليه نحو 78% من الناخبين ¹.

بعد ذلك، أجريت الانتخابات البرلمانية في 15 كانون الاول 2005، والتي شهدت مشاركة بعض القوى السنية بعد أن قاطعت الانتخابات السابقة. في هذه الانتخابات، فاز الائتلاف العراقي الموحد بحصوله على 128 مقعدا من أصل 275 مقعدا في البرلمان العراقي .

تلي هذه الانتخابات عدة انتخابات برلمانية أخرى، مثل الانتخابات البرلمانية العراقية 2010، وانتخابات البرلمان العراقي 2014، وانتخابات البرلمان العراقي 2018 ⁴.

لتتجدد اليوم رغم تعدد التجارب الانتخابيه نجد المرشح يصر على تقديم المغريات والناخب مايزال يبحث عن من يدفع اكثر لبيع صوته !

لنسمع اليوم أن المرشح فلان يقدم ٥٠الف دينار لمن يحضر مؤتمره الإنتخابي والآخر يقدم ذات المبلغ ويزيد عليها وجبة طعام وقنينة البيبيسي !!!

واخر يشتري البطاقه الانتخابيه بمبلغ معين وهكذا يرتفع مزاد الاصوات !!!!

وكذلك الفهم الخاطئ لدور عضو البرلمان فالكثيرين يساومون المرشح بأعطائه أصواتهم مقابل تبليط طريق او نصب محطة كهرباء أو مقابل فرصة عمل أو وظائف ..ولايعرف بأن واجبات النائب هي تشريعية ورقابية وهو ليس مدير بلديه أو مدير دائرة كهرباء أو هو مدير لدائرة الخدمة الاتحاديه !!

وهنالك مرشحين هم من يعد الناخبين بالوظائف والخدمات بأستغفال المواطن وتقديم الوعود الكاذبة من أجل تحويل المواطن لسلم يتسلق بواسطته!!

واخر يعتمد الخلفية العشائرية واخر يفتعل الخلافات الدينيه واخر يحرص على الشحن الطائفي والقومي لكسب طائفته وعشيرته ومنطقته ! ولايهمهم ماقد تخلف تلك الأفعال من تفتيت وإضعاف النسيج الاجتماعي والوطني وماتنتجه من ترسب الكراهية وربما تؤدي إلى إراقة الدماء !!

من هنا أؤكد بأن إفشال التجربة الديمقراطية تتأتى من أصحاب المصالح من الراغبين بالتسلق نحو المناصب والباحثين عن الجاه والمال..وهؤلاء غالبا ما يستطيعون حل طلاسم الفوز !فيما يتراجع العالم العارف والذي يتقدم بدوافع وطنية وخدمه المجتمع والبلد ..

وهنالك من يستخدم الأموال الخارجية والدعم الخارجي من خلال الوعود بتحقيق مصالح خارجية على حساب البلد في مائة وأرضه وسمائه ، ووحدة أراضيه واستقراره ،وهذا مايفسر الاحتقان الطائفي وتصاعد نشر الفضائح وتعالي الخطابات الفئوية والعنصرية والمناطقة وأسباب التسقيط !!

كل ذلك يدرج في خانة ضمان الفوز بالانتخابات.
أن فهم الشعب العراقي للديمقراطية والدور الحقيقي للنائب في البرلمان يعتمد على عدة عوامل مهمة منها، *الثقافة السياسية ، والتي يمكن أن تساهم في فهم أفضل للديمقراطية وأدوار المؤسسات السياسية.

*طول فترة الحكم الاستبدادي. وفقدان الثقة بالحكم وببعض الحكومات الجديدة بسبب فضائح الفساد التي اتسمت بها وهذه التجارب يمكن أن تؤثر على فهم الناس للديمقراطية.
*الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي والتقصير بتوفير المعلومات والتحليلات السياسية التي يمكن أن تساهم في زيادة الوعي السياسي بين المواطنين ،
* المشاركة السياسية، مثل الانتخابات والأنشطة الحزبية، يمكن أن يؤثر على فهمهم للدور الحقيقي للنائب في البرلمان.