الجمعة - 16 مايو 2025

إصلاح النظام السياسي مرهون بوعيكم وبإرادتكم..!

منذ 3 أسابيع
الجمعة - 16 مايو 2025

كندي الزهيري ||

 

ـ أصنع المستقبل بصوتك:
تطل الإنتخابات البرلمانية لعام ٢٠٢٥ كفرصة تاريخية لإعادة تشكيل ملامح العراق ودعم النظام الديمقراطي وتداول السلمي للسلطة . لكونها لحظةٌ لا تتكرر إلا كل أربع سنوات، حيث يصبح كل صوت لبنةً في صرح الوطن … لكن هذا الصرح لن ينهض إلا باختيار الأصلح، لا الأصوات التي تُباع بالشعارات الجوفاء أو الخطابات المسمومة، التي يقف خلفها المفلسون.

ـ الدروس الماضية: حين يُسرق المستقبل بالكلمات:
عانى العراق وشعبة الكريم لعقود من قياداتٍ حوَّلت المنابر إلى ساحات للتفريق، واستبدلت الحلول بالاتهامات. لقد رأينا كيف تُهدر الموارد وتُهمل الخِدْمَات حين يُختار من يلهث وراء السلطة لا وراء الوطن وكرامة شعبه . الفساد الذي نعانيه اليوم هو نتاج سنواتٍ من الاختيارات القائمة على الولاءات الضيقة، لا على الكفاءة والنزاهة.

ـ الخطابات التسقيطية: سمٌّ يقتل الأمل:
تتلون الحملات الانتخابية أحيانًا بلغة التحريض، تُشعل نار الفتنة بين المكونات، أو تُهاجم الخصوم بشائعاتٍ لا دليل عليها. هذه الخطابات لا تُضعف الثقة في العملية الديمقراطية فحسب، بل تصرف ألانتباه عن الأسئلة الحقيقية: “من يملك رؤيةً لتحسين التعليم؟ من خطته واضحة لمحاربة الفساد؟ من سيعيد بناء البِنَى التحتية؟ من يمكن القوات الأمنية من حفظ سماء العراق؟ من لديه خبره في الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها ؟ وغيرها ” لا تدعوا الضجيج يطمس الحقائق .

ـ صفات الأصلح: بحثًا عن البناء لا الهدم:

الأصلح؛ ليس من يعدك بالجنة، بل من يقدم برنامجًا واقعيًا لمعالجة الفقر. الأصلح ليس من يلوح بشعارات الطائفية، بل من يؤمن أن العراقيين شركاء في أرضٍ واحدة. ابحثوا عن:

– الكفاءة : خبرة في إدارة الملفات العامة وسجلٌ حافل بالإنجازات.

– النزاهة: استقلالية عن الفساد وشفافية في الإفصاح عن الموارد وكيفية إدارتها .

– الرؤية و بصيرة : خططٌ واضحة لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية.

– الوحدة : خطابٌ يجمع ولا يفرق، يعترف بتنوع العراق كقوة لا كضعف.

ـ قوة الناخب: مسؤولية البحث والتمييز:
لا تكونوا جمهورًا لخطابات التسقيط، بل كونوا قضاةً يحاكمون المرشحين بأفعالهم… ادرسوا سيرتهم: هل قدموا مشاريعاً لمدينتكم؟ هل صوتوا لمصلحة قوانين تخدم مصلحة الشعب؟ استخدموا وسائل التواصل لتتبع الحقائق، لا لنشر الإشاعات. شاركوا في الندوات، اسألوا المرشحين مباشرةً، واشترطوا الحُوَار المبني على الأرقام والحقائق .

ـ صوتك.. في تاريخ العراق بصمة:
العراق ليس وطنًا للماضي، بل جسرًا نحو مستقبلٍ يُبنى بإرادة أبنائه. فلنكن جيلًا يُنهي زمن الانقسام بوعيه، ويختار قادةً يجسدون الكرامة العراقية الأصيلة: كرامة العمل الجاد، والإخلاص، والعدل. تصويتكم للأصلح ليس حقًا شخصيًا فحسب، بل أمانةٌ في أعناقكم تجاه الأجيال القادمة. لنصنع معًا تاريخًا نفتخر به: عراقٌ واحد، بقياداتٍ تقدمه إلى الأمام.

ـ لا تتركوا حقكم :
مقاطعة الانتخابات؛ ليست حلًا جذريًا لمشاكل العراق، بل قد تُعقد المشهد السياسي وتُضعف فرص الإصلاح من داخل المؤسسات. ومع ذلك، فإنها تظهر أزمة ثقة عميقة بين الشعب والنخب الحاكمة، مما يستدعي إصلاحات جذرية في النظام الانتخابي والحوكمة لاستعادة الشرعية. في النهاية، نجاح أي استراتيجية—سواء بالمشاركة أو المقاطعة—مرهون بقدرتها على تحريك الوضع الراكد نحو تغيير حقيقي ، وإتمام ذلك يحتاج إلى جيل واعي صاحب بصيرة يفهم ما يريد ، صادق مع نفسه …

كما قال الشاعر الشابي: “إذا الشعبُ يومًا أرادَ الحياةَ *** فلا بُدَّ أن يستجيبَ القدرُ”*. دعونا نكون ذلك الشعب الواعي الذي يريد الحياة، فيستجيب القدر بقيادةٍ تليق بتضحيات العراقيين وتاريخ العراق ومكانته .

لا نريد انقلابات وثورات وبيان رقم واحد وأحكام عرفية وغيرها ، التي لا يستفيد منها غير العملاء والخونة وداعميهم من الدول .أن إصلاح النظام السياسي مرهون بوعيكم وبإرادتكم ، لا باردات دول الخارج والفاسدين .

قال تعالى ((إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)) [الرعد:11]