الثلاثاء - 29 ابريل 2025

الشروكية تمثل الهوية العراقية وليس العثمانية؟!

منذ 8 ساعات
الثلاثاء - 29 ابريل 2025

عدنان جواد ||

 

بعد التسريب الصوتي المنسوب لخميس الخنجر ، صاحب الاموال ورجل الاعمال المدعوم تركياً وقطرياً، السياسي السني زعيم تحالف السيادة ، والذي انتقد فيه القوى السياسية الشيعية التي توالت على حكم العراق بعد عام 2003 وكرر كلمة الشروكية اكثر من مرة،

والذي تم نفيه من قبله ومن حزبه، كثيراً ما نسمع في العراق وصف الشروكيه , او جدل السكان الاصليين في الجنوب بينما النازحين من تركيا وروما بسكان العراق الاصليين, فالأغلبية الشيعية في العراق حسب مفهوم الأقلية السنيه هم من تنطبق عليهم صفة الشروكيه بما تحمله من معاني الازدراء والتخلف والهمجية ,

فيما ان الأقلية السنيه في العراق السياسي الحديث هم بقايا العثمانية بما تحمله المفردة من معاني الاحتلال والتسلط والتكبر، وهذا ثابت عن طريق كتاب ومؤرخين معاصرين ، وهذا الجدل لا ينتهي مادام مفهوم التناقض والتنازع هو السائد عند العقلية السنيه في العراق بصورة عامة التي تحمل في بنيتها انماطا مشوهة من ثقافة الاستئثار والاستعلاء والاستبداد ،

وان اوصاف الشعوبية والصفوية والشروكية تتكرر كثيراً على السنة العامة والنخب المثقفة منهم مع الاسف، وقد سمعناها كثيراً، وان مفهوم التعايش السلمي والمشاركة السياسية في الادارة والحكم بحسب التمثيل النسبي للمكونات الاجتماعية والسياسية للعراق الجديد، مجرد كلام ومجاملات سياسية استفادت منها الطبقة السياسية الحاكمة كثيراً ماديا وسلطوياً، ان تلك المفاهيم والمفردات الإقصائية التي عملت على تفكيك اواصر وتماسك المجتمع وزعزعة وحدته وانسجامه متغلغلة في العقل الباطن،

وقد راينا ذلك بعد عام 2004 فبمجرد غياب القانون والنظام تحدث الفوضى والحروب الطائفية بالقتل على الهوية، فهناك منظومات تتحكم بالإنتاج الفكري للأقلية السنيه في العراق دينيه واجتماعيه وفكريه وسياسيه والتي جعلتها السلطات العثمانية والقومية والطائفية السالفة في موضع التميز والاستعلاء والاستكبار على ابناء البلد الاصليين ,

ورفض فكرة او مفهوم التعايش مع الاخر ولاسيما المشاركة في الإدارة و الحكم ، فالعقل السياسي السني هو نتاج قرون طويله من المشاركة في الحكومات بل قيادة السلطات العثمانية كانت منهم وما بعدها البريطانية اعتمدت عليهم اعتماداً كلياً، افرز بالتالي نمطا او نسقا من الاستئثار بالسلطة والاستبداد وخلق طبقية منها القيادات في جميع مفاصل الدولة،

حتى ان بعض العوائل سميت بأسماء الوظائف التي تقلدوها في الدولة كالنقيب وغيرها , فان ذلك النسق يحتاج الى النقد والدراسة والتفكيك في سبيل اضعافه على الاقل او تلاشيه على المدى الطويل تمهيدا لفرض النسق الحضاري والعقلاني القائم على التعايش وقبول الاخر المختلف في الهوية والثقافة ،

والا فان الخيارات الاخرى واهمها التقسيم والعودة الى الاصول الاولى ستكون حلا ناجحا لعقود طويله من التشظي والاستلاب والاستكبار , وان كانت الحلول الاخرى كالفدرالية او اللامركزية الإدارية مقدمه ايجابيه او خطوة لتجربة مفهوم التعايش والمشاركة السياسية ,

وان ثبت فشلها وعدم نجاحها في ازالة تلك العقلية المتخلفة , فمنذ 1921 والعثماني تحول الى عراقي فهو صاحب قانون الجنسية والحكم والسلطة وحتى حق تملك الاراضي والعقارات، وسكن في المناطق الغربية، ولكي يمحي عنه وصف العثمانية تحول الى القومية العربية، واخذ يكرر اوصاف الصفوية والشروكية على ابناء البلد الاصليين ،

حتى يترسخ في افكارهم انهم لابد وان يبقوا محكومين عبيد منقادين .
هذا الخطاب ليس اول مرة يسمع، سمعناه من طارق الهاشمي ومن عدنان الدليمي ومن الدايني ومن الحلبوسي ومن الخنجر بل ومن عامة الناس، والسبب ليس فيهم بل السبب في من تصدى للمسؤولية من ابناء الشروكية، فغالباً ما يجاملون على حساب حقوق الشروكية، وانهم لابد وان يتحملوا الفقر والمرض والتضحية بأولادهم لانهم ابناء العراق وهم ملحة وطينته،

ولكن النتيجة عدم الاحترام، شن صدام حرب على ايران ثمان سنوات، وكانت الحرب مقصودة لإضعاف الشيعة والشروكية بالذات، ولكن كان اعلامهم يصف الشروكي بانه حارس البوابة الشرقية، وعندما انتهت تلك الحرب، تحرك على الحدود الكويتية، رجع صدام وولد العثمانية بتقديم ابن الشروكية كحطب للحرب الامريكية، وان ابن الجنوب طيح السمتية!،

والطوب احسن لو مكواري، حيا الله ولد الملحة، وبعد ما خسر الحرب، رجع يحارب الشروكية وطلعوا اصحاب خيانة وغدر وغوغائية، جفف الهور وحرك الزروع والشروكي صار فلاح عند الغربية، وبالحصار هو ياكل جوز ولوز والشروكي ياكل علف الحيوانات وعظام الجريذية، ومن يطالب بحقه الشروكي تقول هذا تسيره الدولة الايرانية، وبعد ما سقط نظام القتل والسلطة الشمولية،

تأملت الناس الخير بمن جاء مع دعاة الحرية، فسوف تنال الحقوق وينصف الشروكية، لكن ومع الاسف الظاهر الشروكي حصته فقط التضحية، تحاصصوا وتوافقوا واخذوا المناصب والمزايا والشروكي اله الجندية، هم لهم السفارات والوزارات والثروات والشروكي يذبح على الهوية، الصوج موء صوج الخنجر ولا الاخوانجية الصوج من المنك وبيك وخانك علمود السلطة والخرجية، الصوج موش بيهم الصوج بينا مرة عتاكة ومرة شروكية يعرونا اولاد الكاولية.

نتساءل لماذا لا يتكلموا بالهوية العراقية، فالاكراد كل همهم اقليمهم والقومية الكوردية وخطابهم الانفصال عن الدولة العراقية، وهم يأخذون من ثروات الوسط والجنوب الشروكية، والسنة خطابهم لو احكم لو ما اسمحلكم تحكمون، يتكلمون باسم قطر والسعودية وتركيا والطائفة السنية، لماذا فقط الشيعة يتكلمون بالهوية العراقية ويتحملون المصاعب والكوارث والحروب والامراض وغيرهم متنعم بالخيرات، فلم نر احد يتحدث عن خور عبدالله غير الشروكية،

ولم نر احد يتحدث عن الاحتلال التركي للمحافظات الشمالية غير الشروكية، فهؤلاء توابع للدولة العثمانية ، واليوم بعد ان سقطت سوريا بيد الجولانية العثمانية ، واحتمال تعرض ايران لضربة اسرائيلية،

ظهرت طموحاتهم للعلن باستعادة الحكم من الشروكية، الذين لم يحصدوا من الحكم غير الذبح والقتل على الهوية ، فينبغي فرض القانون وعدم المجاملة به على أي خطاب طائفي، وعدم الخضوع لإصحاب الاموال الحرام والاجندات الخارجية بتمزيق الوطن بخطاباتهم الطائفية التي سوف تمزق ما تبقى من الهوية العراقية.