المستعمرة المستكبرة (ح١)..!
علي النقشبندي ||
بينما كانت أمريكا مستعمرة انگلیزیة تتحكم بثرواتها المملكة المتحدة (بريطانيا العظمى انذاك) أعلنت ١٣ ولاية امريكية الاستقلال عن حكومة وقرارات المحتل الإنكليزي، وذلك في ٢ تموز ١٧٧٦م، بقيادة جورج واشنطن (العاصمة باسمه وكذا احدى الولايات) وكانت معظم هذه الولايات متعاونة مع الغريم الاستعماري الطبيعي لبريطانيا، الا وهي فرنسا والتي كانت بدأت فيها عصر التنوير، وانتشار افكار فولتير، ومونتسكيو، وجان جاك روسو، وغيرهم من المفكرين رموز عصر النهضة والمنظرين للثورة الفرنسيه ،
اذا ما علمنا ان الكنيسة (الفرقة) الكاثوليكية، ورئاستها في روما قد ضعفت سلطتها الروحية بعد مساندتها للملكية المطلقة الأمر الذي كان قد ادى الى نشوء المذهب (الپروتستانتي) بقيادة مارتن لوثر في المانيا وكالفن في فرنسا،
وهو مذهب مستحدث في بدايات القرن الخامس عشر الميلادي ومتأخر عن كنيسة روما والمجامع الكنسية الاخرى، لاكثر من١٢٠٠ سنة، وأصبح المذهب البروتستانتي الأكثر انتشارا في الولايات المتحدة حيث يؤلفون اكثر من ٥١%من سكان الولايات بينما بقية الديانات ،اليهود والمسلمين والبوذيين، والعلمانيين اللادينين مع الكاثولوليك والمورمون بقية مجتمع الولايات الدينية،
وعودا على بدء فإن مساعدة الفرنسيين للامريكيين وأكثرهم من أصول اوربية مهاجرة، جالبين معهم العبيد من افريقيا كمكائن وحيوانات بشريه تعمل ليل نهار في حقول القطن والمزارع الاخرى ، هذا بعد توسع الاراضي بالاستيلاء على اراضي السكان الأصليين (الهنود الحمر) متبعين سياسة التطهير العرقي تجاههم مستخدمين ابشع الوسائل، في محوهم واستئصالهم من الوجود.
لذا نرى معرفة هذا الأمر ضروريا كمقدمة للتعرف على من يملك ناصية التقنية والعلم والفنون والإعلام والمال والعسكر في العالم، وكدولة عظمى تملك ٣٨ قاعدة عسكرية في مختلف معموريتها ، وصاحبة اكبر ميزانية دفاعية على الارض، واكبر ترسانة نووية،
ولم تحظى طيلة ثورتها منذ ١٧٧٦م واستقلالها عن المملكة المتحدة (uk) سوى ب٣٧سنة من السلم مقابل ٢١٢ سنة من الحروب الداخلية والخارجية فضلا عن الازمات المالية، والفتن المذهبية،
والانقلابات العسكرية، والتدخلات السياسية والقرارات المجحفة بحق الشعوب والمجتمعات والتي لها الحق في تقرير مصيرها حسب المواثيق الاممية والقانونية والشرعية والانسانية والتي اجمع عليها والعقلاء من كل دين ومذهب ومشرب.