من شِعْب بلال..إلى جند السيّد: «أحدٌ أحد»..!
د. سوزان زين ||
في زمان يُعبد فيه أحمق البيت الأبيض تحت راية «لا اله الا الله»، ويسبّح بحمده الملتحون المنتسبون زوراً للجهاد الذين يحتلون دمشق، وفي زمن التلون والانبطاح، حين تختلط أوراق السياسة بالدولار، وتتحول المواقف إلى سلع تُعرض في أسواق التطبيع، هناك من لا يزال يرفع صوته بثبات ويقول:
«أحدٌ أحد»، «والله لا نعطيكم بيدنا إعطاء الذليل، ولا نقر لكم إقرار العبيد».
ليست هذه الكلمات مجرد شعارات، بل هي عقيدة رُويت بالدماء، وموقف نابع من بوصلة الحق.
البعض اليوم يبحث عن «نجاة فردية»، يركب موجة «الواقعية السياسية»، هرباً من المواجهة، أو طمعاً بموقع في طاولة الخونة. فليتخذ الظروف وأحوال المنطقة جملاً. لكن، أن يتحول هذا «الفرار» إلى نصيحة موجّهة للمقاومين، وإلى دعوة للتنازل عن تاريخ من التضحيات، فهنا نقف ونقول: «كلا!»
لسنا نحن من ينسى الشهداء عند أول منعطف. لسنا نحن من يسلّم الراية لمن لم يعرف طعم الدم ولا وهج الخنادق. نحن أبناء من قال في كربلاء: «إن كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي، فيا سيوف خذيني».
نحن الحاضرون في كل ميدان، الذين لم يساوموا على القدس، ولا باعوا دماءهم في مزاد المشاريع المطبعة.
فليتقدّموا هم إلى أحضان العدو، وليهنأوا بأوهام السلام، أما نحن، فنبقى حيث نحن، على الساتر، في الساحة، على العهد، نُجاهد، نُقاوم، ونُمهّد لوعد الله الآتي.
والله..
لو سلك الناس كلهم وادي الذل لأميركا والتطبيع لإسرائيل، نحن بقية « شهيد الأمة الإسلامية السيد حسن عبد الكريم نصر الله» لن نسلك غير وادي المقاومة، استأنسنا بالمنايا تحت عباءة الشهيد السيّد كيف لا نستأنس بها بعده!
ألسنا على الحق؟ بلى، إذا لن نبالي، ونراكم بوضوح على ضفاف الباطل.