مناورات “شاهين” بين الصين وباكستان: رسالة استراتيجية إلى الهند..!
✍نزار الحبيب ١٨/٥/٢٠٢٥
في خطوة تعكس تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة جنوب آسيا، أعلنت الصين وباكستان عن مناورات عسكرية مشتركة تحمل اسم “شاهين”. المناورات التي تجمع القوات الجوية ووحدات القوات المظلية المحترفة من كلا البلدين، تحمل رسالة استراتيجية قوية للهند، التي تجد نفسها في وضع دقيق نتيجة سياساتها الإقليمية وتحالفاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
تأتي هذه المناورات في سياق التأكيد على الشراكة العسكرية الوثيقة بين الصين وباكستان، والتي تعد بمثابة جدار ردع أمام الطموحات الهندية المتزايدة في المنطقة. الهند، التي اختارت الوقوف في معسكر التحالف الأمريكي-الإسرائيلي، تواجه تحديات كبيرة نتيجة لهذه الخيارات، خاصة في ظل التوترات المستمرة في كشمير والمناطق الحدودية مع الصين وباكستان.
من خلال تعزيز تعاونها مع باكستان، تحصن الصين ظهرها الاستراتيجي من التهديد الهندي ومن التحركات الأمريكية في المنطقة. القوة الباكستانية، بما تحمله من موقع جيوسياسي حساس وقدرات عسكرية متزايدة، أصبحت أداة فعالة في يد الصين لمواجهة اللعبة الأمريكية وضمان استقرار جبهتها الجنوبية.
هذه الرسائل تتزامن مع رؤية الصين الأوسع تجاه تايوان. فبينما تصنع حزام أمان من الحلفاء والقوى الإقليمية، يبدو أن الصين تستعد لخطوتها الحاسمة تجاه تايوان، عازمة على “أكل” الجزيرة دون الالتفات إلى الخلف، متجاهلة الضغوط الدولية والتهديدات الأمريكية.
“شاهين” ليست مجرد مناورة عسكرية؛ بل هي إعلان عن مرحلة جديدة في اللعبة الجيوسياسية، حيث تؤكد الصين وباكستان أنهما على استعداد لمواجهة أي سيناريو بحزم وقوة، بينما تتصاعد مؤشرات إعادة تشكيل النظام الدولي في مواجهة الهيمنة الغربية.