الجمعة - 29 مارس 2024

قراءة في كورونا..!

منذ 4 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024



غازي العدواني

* رافق وباء كورونا ظهور العديد من الآراء والتحليلات والتساؤلات عما حدث وسيحدث من تغيير على مستوى الوجود الانساني وكل واحد ينظر من خلاله ويتوقع ويخمن ويعتقد ليخوض بعضهم في السياسة واألآخر في الدين والآخر في الاجتماع والاقتصاد ويتصور حال الدنيا ومصير الانسان بعد كورونا…وينقسم الناس الى قسمين :
* (العلماني) الذي أتخذ جانب العلم المجرد ليؤكد مهمة ودور الطبيب كمقاتل في الخط الأمامي بالدفاع عن الوجود الانساني وحمايته في مواجهة وباء كورونا واعتكاف بعضهم جاهدين في المختبرات لايجاد علاج مضاد للقاتل الفاتك الذي
يغتال الناس على حين غفلة خارج توقعات الطب والتكنولوجيا والقفزات العلمية في مختلف نواحي الحياة الانسانية..
* و(إسلامي:) ينظر لكورونا انه تقدير السماء وانه اختبار لايمان الناس والعودة الى الله من غير الإشراك به وأنه بالتضرع إليه والدعاء والرجاء له ان يجنب البشرية جمعاء
هذا الوباء ويعرف الانسان ان مردّه اولا وأخيرا إليه…
* فكشف كورونا زيف دول ومجتمعات وافراد في طريقة تعاملهم الفجة مع شعوبهم وركاكة البناء الاجتماعي لبعض المجتمعات وانانية البعض في تعامله مع الآخر موثقة بالصورة والصوت والخبر..
* واصاب كورونا الاقتصاد العالمي بالانكماش وتهاوي وضعف إقتصاديات دول عظمى وكبيرة بهبوط حاد لاسعار النفط الخام هذه المادة التي هي وقود العالم ومحرك صناعاته…
* وكشف كورونا ضعف معتقدات الناس الدينية في ظاهرة لم يألفها مسلموا العالم هو لجوء اغلب اهل الشرائع والمناهج المخالفة والرافضة لدين الاسلام المحمدي الحنيف بالتوجه الى المساجد والحوامع في دولهم بالدعاء والتبرك بقراءة القرآن ورفع الأذان والتكبير بعد ان كان ممنوعا..بينما تجد المسلم مطمئنا ثابتا راضيا بقضاء الله وتقديره إن كان من
الله او من الانسان…
* اما عن ما بعد كورونا وما يعول عليه وما يتوقعه الكثيرين
فهو ( نكسة إنسانية وثلمة في وجوده) ستضيف اعباء جديدة
تثقل كاهل الانسان ليخرج مكامن الشر المستطير ويضرب نخاع وجوده ليسيء إليه اكثر ..لان كورونا بمثابة عودة سريعة للتقهقر والتراجع القيمي الفكري والعقيدي للانسان
لما رأى من عجز وفشل السياسة والعلوم والدين والاقتصاد
في مواجهة وباء الصدمة التي تستوجب اليقظة وإعادة التفكير في كل الموروث الانساني وتصحيح النظرة الى السماء
كملجأ لا غنى عنه تساوى عنده كل البشر من متجبرهم الى معدمهم عندما عحزت الارض بما فيها عن مواجهة مهاجم شرس لا يرى باقوى محاهر الطب الحديث..
* وكورونا سواء كان بفعل متعمد او إهمال او لأي سبب كان
اظهر ضعف هذا الخليفة الانسان الذي ورث الارض وهو الضعيف الهلوع الجزوع الكافر الجاحد لكل أنعم الله الذي جعل لله شريك وعديل وجسّمه ليُريّهُ حقيقته ومآله وأن الكل راجع إليه..
* ولاهل العلم والعلمانية والإسلامية وكل الشرائع والمناهج والملل والنحل دعوة ال مراجعة الذات قبل الفوات ففي كورونا آيات لا يفهمها إلا من يحمل بين جنباته قلب سليم…
ـــــــــــــــ