الخميس - 28 مارس 2024

لهذه الأسباب لن نشاهد(دراما) عراقية عن داعش..!

منذ 4 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024

قيس العجرش

نشأ تنظيم الدولة الإسلامية(المنبثق من تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين)، من عملية دقيقة لـ(تعريق) التنظيم استمرّت للسنوات ما بعد عمليات (الموجةThe Surge )أو ، بأسمها العراقي(فرض القانون) عام 2007. أدرك حزب البعث وقتها أن التصالح مع تنظيم القاعدة لن يجدي نفعاً مالم يتولى هو(اي البعث)القيادة تحت هوية عراقية، وأن يرتكب التنظيم وسيلة لإشهار حركة تحررية تجد صداها بين المجتمع السنّي في العراق.
أو على الأقل، بين شباب هذا المجتمع. كما أن تدفق الأموال الخارجية لن يستأنف مالم يكن هناك شيء (عراقي)واضح على الأرض، يبدأ أولاً من التخلي عن ستراتيجية القاعدة(التواجد في كل مكان)ـ وتبني ستراتيجية جديدة مفادها أن هناك(شعب!) لداعش. كتلة سكانية وجدت في تنظيم الدولة الإسلامية ما يلي:
أولا- إنه حركة تحررية تمثل تطلعات الركن الجهادي من مزاج هذا المجتمع(المجتمع السنّي في العراق).
ثانياً: يكون التنظيم خيمة متسامحة مع الموصومين بأنهم جزء من نظامالبعث السابق، وبالأخص، من أبنائهم الذين خرجوا الى هذه الدنيا وهم ابناء للحاكمين، ثم انقلبت فيهم أعلاها أسفلها.
ثالثاً: يكون التنظيم هو الوكيل الحصري المستلم لأي مساعدات، أو تمويل، من اي جهةكانت لها مصلح في فشل النظام العراقي بعد عام 2003. وبالأخص تلك الجهات التي ترى إستقرار العراق إنما سيفسر على انه (نجاح) للمشروع الأميركي في التغيير.
لقد حضرت بنفسي مؤتمر مكافحة الإرهاب في نيويورك عام 2015، مدعواً من الامم المتحدة كمراقب مدني عراقي. ووجدت أن معظم دول الغرب، واستراليا، والإمارات، وغيرها، ربطت بصراحة بين دعم العراق في حربه على داعش، ومدى إلتزامه بإنجاز (مصالحة) داخلية.
طبعاً، كان للدول الإقليمية تعريفها الخاص لمفهوم المصالحة، و هو إعادة الإستقرار المجتمعي(الطبقي) الى صورته السابقة، أو جزء منها. هؤلاء يريدون أن يختفي صدام، لكن ان يبقى نظامه. لأنه يمثل إستقرار إقليمي حسب رأيهم.
وبوابة هذا الإستقرار، هي داعش التي كشفت عن قدرة (الحركةالتحررية السنّية) في العراق على قلب الطاولة.
إذن، ليس لدينا سوى أن نتفاهم معها. والعلّة كانت بأن غزو الولايات المتحدة، كان قد تسبب بـ(ظهور)الشيعة كلاعب اساسي في جيوبولوتيك المنطقة.
أصحاب هذا الرأي لم يسألوا أنفسهم، لماذا (ظهر) فجأة أمام أعينهم أن هناك( شيعة) في العراق!…
هل هو ذنب الشيعة؟، أم إنه ذنب من لم يسمع بهم!…….
هذه الأركان يجب ان تظهر في أي عمل درامي صادق ومثمر عن داعش، بل ويجب ان تكون ركناً في اعي عمل روائي أدبي يتناول سيرة داعش وظهورها، ….هل عرفتم الآن لماذا (لن)نشاهد دراما عراقية عن داعش؟.
ـــــــــــــ