الجمعة - 29 مارس 2024

العَقلُ…والمُعتَقَل

منذ 4 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024



غازي العدواني ||

* كلنا يملك مساحة عقل يستخدمها ويوجهها نحو اهداف آنية ومرحلية ..
* والآنية محكومة بتلبية حاجة ما او حاجات مادية ومعنوية تفرض نفسها ضمن واقع معاش كيفية كانت او إضطرارية…
* ومرحلية: تتطلب تفكير وتدبير وإمكان ايضا مادي ومعنوي
تحتاج لزمان ومكان مخطط لهما مسبقا ونجاح جعلهم واقع يعتمد على الارادة والامل والايمان بالمستقبل..
* ولكن الانسان وهو يخوض غمار تجربته الحياتية مع خصوصيتها والعموميات يصطدم بسقف مانع يقوض ما مخطط له لانه محكوم بمنظومة شمولية مترامية الاطراف
ومتعددة الاتجاهات والمسؤوليات منها المهم ومنها الاهم في سلّم الاولويات والضرورات ليجد العقل بعد جهد انه أشبه بالمعتقل من غير حيطان سجن ولا قضبان حديد ولا بواب
او حارس ولا حكم قاضٍ ولا محامٍ ولا لجنة دفاع.ويعد اعتقال قهري…
* لان العقل لا يمكن لاحد ان يسلبه منك فقط إن إستطاع ان يسلب منك الإرادة ويقيّد حركتك..لكنه إستطاع ان يعتقل
عقلك عبر ترويضك وتثبيط عزيمتك وممارسة القهر او الظلم بحقك ويعتبر إعتقال اجباري..
* وبالمقابل يوجد اناس تتكيّف او تملك الاستعداد لان تترك عقلها مختارة عندما يتحول احدهم عبداً او متملقا او إنتهازياً او أن يسقط في عين نفسه ثم الآخرين وهو ايضا إعتقال غبي للعقل…
* وهناك عقول بلهاء لا تفكّر أبعد من خطوتها مستسلمة ومقتنعة بما قُسِمَ لها من حياة وعمل ورزق ومكانة في البيت والمجتمع…وهذا نوع اخر للإعتقال التعسفي
* وهناك عقول تأدلجت على فكر بعينه او مذهب او سُنّة
اقصد سلوك إستنّهُ لنفسه كخط شروع لحياته وهو نوع إعتقال إختياري…..
* إذن ورغم عدم تساوي العقول وتدرجها في باب المعرفة
بشكل او بآخر فهي تعاني من اعتقال مع فارق نوع المعتقل
الذي تتحرك ضمن حدوده لمحدودية التفكير والعمر الافتراضي وعدم إمتلاك نهاية المصير…
ـــــــــــــــــ