الجمعة - 29 مارس 2024

سؤال كبير محير..!

منذ 4 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024



أسعد تركي سواري ||

ما سر وعلة الإصرار على إعادة تدوير الشخصيات التي تآمرت على العراق وشعبه الكريم من الذين رفضهم أبناء محافظاتهم بعدما تسببوا بدمارها وتهجيرها وإدخال الأجانب فيها ، فلفضتهم بيئتهم الإنتخابية ،
على الرغم من أن محافظة الأنبار الحبيبة وأخواتها في النكبة ذاتها ، يوجد فيها الكثير من الوطنيين الأحرار الأكفاء الذين دافعوا عن الأرض والعرض وساندوا النظام السياسي الجديد ،
بكل صراحة ولا أجامل على حساب وطني وشعبي ،
إن التفسير المنطقي لهذا الإصرار على إعادة هذه الشخصيات لايعدو عن ثلاثة إحتمالات :
١ – الإحتمال الأول :
أن إصرار القوى السياسية التي إتفقت معهم على هذه التسوية ، تهدف إلى إبقاء هذه المحافظات الحبيبة في حالة تمزق ودمار مستمر ، ليكون تمثيلها السياسي ضعيفا ، مقارنة بالمحافظات المستقرة ، وهذا الخيار وإن كان ذو منافع سياسية تكتيكية وإنتخابية مؤقتة ، إلا إنه على المستوى الإستراتيجي سيزعزع النظام السياسي القائم برمته ، بعد الإخلال بشرعيته الناجم عن ضعف المشاركة السياسية ، وسينجم عن ذلك بزوغ فجر حركات إجتماعية وسياسية بقيادات شعبية وطنية متمردة على النظام السياسي ، وستستغل القوى الإقليمية والدولية المناوئة ذلك الشرخ لتمزيق وحدة العراق أو إزالة النظام السياسي .
٢ – الإحتمال الثاني :
أن القوى السياسية المصرة على إعادة تدوير هذه الشخصيات إلى المشهد السياسي العراقي ، تفضل شراكة الضعفاء الذين يسهل إبتزازهم بالملفات السابقة عند كل تفاوض ومساومة جديدة حول مكتسبات السلطة .
٣ – الإحتمال الثالث :
أن هذه الشخصيات التي يجري تدويرها الآن هي وحدها من تقبل إبرام الصفقات غير الشرعية وبعض القوى السياسية الحاكمة تفضلها شريكا مريحا ، فشبيه المرء منجذب إليه .
أيها الأحبة :
إنكم تتحملون مسؤولية حضارية يمتد تاريخها لأبعد من سبعة آلاف عام من حضارة العراق العظيم ،
ومظلومية إسلامية تاريخية إمتدت لأكثر من أربعة عشر قرن منذ أن تحولت الدولة الإسلامية إلى ملكية على يد الأمويين والعباسيين والعثمانيين ،
ومظلومية سياسية تزعمها النظام السياسي الصدامي طيلة أربعة عقود من الزمن ،
فإتقوا الله تعالى في أنفسكم وأهليكم و أبناء شعبكم ،
فخير العراق عظيم وعميم لو تولى قيادته وإدارة مؤسساته القوي الكفوء الأمين ،
فتزودوا من التقوى وإسألوه حسن العاقبة ،
فإن إمامنا أمير المؤمنين (ع) على ما هو عليه كان يتأوه صارخا :
(( آه من قلة الزاد وبعد السفر )) .