الخميس - 28 مارس 2024

فليبقى العراق هشاً لأبقى

منذ 4 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024



✍🏻ضياء الدين الخطيب ||

طبيعة الصراع منذ الأزل تفرض على الأطراف المتصارعة لإثبات الوجود وازاحة الطرف الآخر عدة عوامل منها معرفة الخصم.
والمتتبع لطبيعة خصم كامريكا منذ أن وجدت كقوة استعمارية وامبرالية مرت بعدة تجارب في اليابان وفيتنام وألمانيا ومع جماعة طلبان في أفغانستان والالصراع الممتد مع إيران الإسلام والمقاومة الإسلامية الشيعية في الشرق الأوسط إلى يومنا هذا .
ومن ذلك نستفيد أن هنالك عوامل كثيرة جعلت من امريكا تفرض وجودها وهيمنتها على الدولة المتواجدة فيها لغرض تحقيق أكبر منافع ومصالح من ولاطول فترة ممكنة.
عنوان المقال يبين حقيقة تريدها أمريكا في المنطقة وفي العراق خاصة وتحديدا كونه خاصرة معظم دول الخليج وايران والمنطقة سواء الصديقة منها والمضادة والمحايدة.
أمريكا تريد أن يبقى العراق ضعيفاً و هشاً ومضطرباً ومفككاً لا أساس له ولا رأسه.
من القواعد السياسية التي تنتهجها الدول الإمبريالية لأحكام سيطرتها على الشعوب هي قاعدة: (فرق تسد) والتي طالما عملت بها هذه الدولة البغيضة في كل أوقات و محال تواجدها.
دائما ماتعمل على تفرقة وتجويع وتخوين وإيجاد الفتن وتقسيم واحتراب المجتمعات على أسس طائفية وعرقية وقومية…. الخ وايجاد طبقات مجتمعية متناحرة من حيث الثراء والفقر والثقافة والجهل ودينية ومذهبية وتبعية التوجهات السياسية والعقائدية والاجتماعية وهذا كله يسهم في إطالة فترة تواجدها وتكاثر منافعها.
الذي يحصل هو أن من مصلحة الأمريكي أن يبقى العراق والطبقة السياسية على هذا الحال لأطول فترة ومن مصلحتها أن تكون الرئاسات الثلاث في العراق بالشكل الحالي وخاصة رئاسة الوزراء.
هنالك عوامل وسيناريوها عدة ساهمت وتساهم في تعزيز بقائها و احاول ان افهرسها في نقاط لغرض التذكير بها :
١- تحاول أن يكون العراق في صفها لأكثر فترة وتسعى أن يبقى بحاجة للرجوع إليها وطلب مساندتها ك(الاتفاقية الأمنية – الأطر الاستراتيجية).
٢- تقييد حرية العراق في عقد الاتفاقية التحالفات مع الأطراف التي لديها جدية في تعافية.
٣- تحاول تقسيم وتجزئة وخلق بؤر توتر في الداخل العراقي دينيا و سياسيا واجتماعيا وقوميا.
٤- ربط سيادة ومصالح وثروات العراق من خلال قرارات الأمم المتحدة والتي جعلت من العراق يتارجح تحت طائلة البند السابع فتارة يرفع كما في القرار ٢٣٩٠ لسنة ٢٠١٧ ومحاولات لاعادته بسبب قتل المتظاهرين .
٥- أمريكا بحاجة لمعالجة الغول العقائدي الذي بدى يتنامى و يكبر منذ ٤٠ عام من انتصار الثورة الإسلامية والذي افشل معظم مخططات هيمنة الاستكبار في الشرق الأوسط وفي العراق تحديدا حيث أن وجودها في العراق هو لمحاصر المد الإسلامي الأصيل لكن الذي حصل هو ظهور حركات مقاومة وفتية وقوية شلت وافشلت الكثير من المشاريع في المنطقة والعراق تحديدا وتكون نتيجة وجودها الحشد الشعبي الذي واجه صنيعتها داعش لذا بات الحشد الجيش العقائدي مشكلة عويصة تواجهها وبات من الاوليات حله وتمزيقة و دمجه واذابته في الأجهزة الأمنية.
٦- تواجد أمريكا ضروري في قطع سلسلة الربط بين خطوط المقاومة في المنطقة فما حصل في العراق وسوريا ما هو إلا هدف في زج وإضعاف واستهلاك خطوط المقاومة في الفتن والحروب المفتعلة.
٧- أمريكا لديها اتفاقيات مع الكيان الغاصب تفرض تواجدها لتكون حائط الصد لديمومة بقاء البنت اللقيطة.
٨- أمريكا أدركت خطذها في إسقاط نظام البعث كليا كونها لمس وجود كوادر ونخب وقيادات مستعدة للتعامل معها وتنفيذ ما تريد شرط عودتهم الى السلطة.. الخ
بقي علينا كأمة تأن مما تعمله أمريكا من أعمال عبثية وضار في العراق تحديدا والمنطقة عموما أن نسلك عدة خيارات ويستفاد من تجارب أخرى مرت بها الأمم التي منها نالت الحرية والكرامة.
١- الخيار الفيتنامي الإخراج بالقوة وهو الخيار المسلح والذي اخرجهم اذلاء بلا قيد ولا شرط وهذا يتطلب تكاتف الأمة جميعا مع وحدة القيادة وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة.
٢- خيار جماعة طلبان والتي احتكمت إلى المفاوضات في الدوحة وفق شروط مذلة للجانب الأمريكي.
٣- خيار آن تتوافق جميع الدول المتصارعة كايران ودول الخليج والجوار العراقي وأمريكا على إخراج العراق من ساحة الصراع وهذا مستبعد ولا يمكن تحققه.
٤-خيار الاستسلام للإرادة الأمريكية وتسليم كل مقدرات البلاد والعباد وهذا لا يمكن حصولة.
والخلاصة أن أمريكا تريد أن يبقى الوضع ضبابي لا قعر له وتجعل من الفوضى والاضطراب واحتياجات الأمة مسوغ لبقائها مع خلق جيوش من السذج لخوض معارك بالاتجاه الخطأ من خلال التضليل.
وهذا ما حصل من تولية رئاسة الوزراء للكاظمي والذي بدءا بأحكام السيطرة على سلطة الإعلام والتي ستقود لتضليل أكثر وتسخير الكثير من الشباب والتوجهات لخدمة المصالح الأمريكية من حيث تعلم أو لا تعلم.
اكتفي بهذا القدر راجيا العذر