الخميس - 28 مارس 2024

البوصلة الشيعية والعمق العربي

منذ 4 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


محمد جواد الميالي||

تعرض الإسلام بعد شهادة النبي محمد عليه وعلى آله أفضل الصلوات، لإنتكاسات سياسية وصلت حد التشكيك بالنبي وسلب أرثه وأوجد لنا في خاتمة سلسلة أحداث خلفاء بالقوة.. رغم أن بيعة الغدير كانت واضحة وبحضور مائة ألف شاهد، إلا أن السقيفة سرقت الحق ثلاث مرات، لكنها في الرابعة عادت لمتوليها الشرعي الأمام علي، وخلال تلك الحقب الأربعة ظهرت مقدمات المذاهب الإسلامية الأربعة.
المذهب “الرافضي” مرَّ بعدة حقب توالت أغلبها على ظلم أبناء هذه الطائفة، وحرمانهم من أن يكونوا من الطبقات غير المسحوقة، فضلاً عن عدم السماح لهم بالمشاركة السياسية في قرارات الدولة، لكن هناك حقبتان تعتبران هما الأهم في أنتشار هذا المذهب، أولهما قديماً خلال فترة مايعرف بمدارس الإمام الصادق، التي أستمرت لأكثر من ٦٠ عاما نتيجة لإنشغال الدولة العباسية بمحاولات التمسك بالسلطة، مما سمح لمدرسة الإمام لأن تكون بعصر أزدهارها، وساهم ذلك بإنتشار طلبة الإمام، بعدد من البلدان شرقاً وغربا، لإيصال عقيدة الإمامية.
أما الثانية حديثاً، فكانت بعد الثورة الإيرانية، بقيادة الراحل السيد الخميني، التي تعتبر الثورة الوحيدة ذات الصبغة الإسلامية التي حققت هكذا نجاح، وأستطاعت أن تأسس حكم إسلامي بشكل ما، وتشرع بما يعرف بتصدير أفكارها الثورية لكافة البلدان، ولتأخذ هدف توحيد الرؤية السياسية الشيعة والمشاركة الفعالة لهم في الحكم، داخل أنظمة دول الشرق الأوسط الإسلامي.. كهدف إستراتيجي لها وضمن رؤيتها.
الحقبة الثانية أوجدت توسعاً وإبرازا للدور الشيعي في المنطقة، والذي أخذ منحى آخر وتبلور إلى أن يكون له دور في المشاركة بالحكم، كما في تجارب العراق ولبنان واليمن وربما سوريا.. حيث تحولت هذه المجاميع إلى قواعد شعبية كبيرة، لها دور في تغيير معادلة الإنتخابات في عدد من البلدان.. وسياسيا يعد هذا إنجاز للحقبة الثانية وجمهورها الشيعي.
هذا الإنتصار دعم التشيع في كل البلدان التي مر بها التغيير السياسي، وسمح له أن يأخذ حقه في التمثيل الحكومية.. لكن وتحت العداء الديني والمذهبي الأزلي الذاتي أو المصطنع، أصبحت تعاني ويلات الخراب والقتل تدعمه حرب إعلامية، والتي حاولت أن ترسم للشعب المغيب فكريا، تصورا مفاده أن الشيعة لا يستحقون الحكم!
التعصب الديني والمذهبي من اليهود وأتباعهم من مسلمين السقيفة، تبلور وتراصف لينتج هذا الدمار للدول، التي توجد بها القوى الشيعية الرافضة لإسرائيل.
حقيقة لايمكن إنكارها وأعترف بها قادة كبار تثبت أن الحرب ستبقى مستعرة علنا أو سرا، وأن التشيع هو السبب الرئيسي لعداء العرب لبعض أشقائهم ولإيران، بدفع يهودي معلن ومخفي..
لن يصفح عنا اليهود والنصارى حتى نرتضي بإسرائيل دولة، ونكون عبيداً جهلة لبني صهيون كأمثالنا في دويلات هنا أو هناك، فهل سينخدع الشباب الشيعي، بشعارات عمقنا العربي، أم سيكونون بالمرصاد لهذا الخراب الفكري؟