الخميس - 28 مارس 2024

تماسك الجبال..!

منذ 4 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


الشيخ باسم العابدي||

التماسك الذي ظهر في عاشوراء ليس له مثيل في التاريخ وحتى في عصر النبي صلى الله عليه واله لاسيما بوجود قرائن تشير إلى ان المعركة ستفضي إلى الموت حتما فلم يتزلزل رجل واحد من أسرة الامام الحسين عليه السلام أو من أصحابه فيما أخبر القران الكريم عن بعض أصحاب النبي أنهم خافوا وتخاذلوا وعصوا أوامره بسبب الخوف أو بسبب الطمع ومن ذلك قوله تعالى: ( إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا). وقوله تعالى: (هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ).
الملفت أن العدو لم يفهم هذا المعنى من التماسك في معسكر سيد الشهداء ففاتحوا القمة في الوعي ابا الفضل العباس بالانضمام اليهم ظنا منهم أن هذه القلوب الواعية قابلة للانشقاق والزيغ عن أبي عبد الله مع انهم سمعوا لمن هم دون العباس في الفضل والوعي والوفاء مثل هذه الخطابات والارجوزات: ( والله ان قطعتموا يميني ابقى احامي ابدا عن ديني) أو قول زهير( لو قتلت ثم احييت ثم قتلت ثم أحييت يفعل بي ذلك مئة مرة ماتركتك ياحسين) .
الخاصية المهمة في ثورة الامام الحسين حياتها المتدفقة بالتجدد واستمراريتها والتاسي بها والاستمداد منها وهذا مفاد قول بعض علمائنا: (كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء).
ومن هنا يمكن المقاربة مع الحالات النفسية والتضحية لدى انصار سيد الشهداء وماقدمه علماء المسلمين وأتباعهم المخلصين فقد ورد أن البعثيين اغروا الشهيد الصدر بالانضمام إلى حزب البعث الا ان مشهد العباس كان حيا في روحه فقال: ( لو كان اصبعي بعثيا لقطعته).
كما أن المقاومين في جنوب لبنان ضد إسرائيل والمجاهدين في الموصل والانبار ضد داعش كانوا يبتسمون للشهادة ويركضون نحو الموت باكين شوقا وطاعة تاسيا بشجاعة انصار الحسين بمباركة فتوى السيد السيستاني والسيد الخامنئي.
بالمقابل يحصل المشهد نفسه من اغراءات وتضليل اعلامي وتدليس تمارسه قوى الاستكبار المعاصرة بادواتها من العرب والمسلمين الخونة والمطبعين.
الأمر الاخر الجدير بالانتباه هو عدم تمكن المخابرات الأموية واعلامها من تجنيد أي عنصر من عناصر معسكر الحسين عليه السلام أو خداعهم في حال تمكنت المخابرات الأمريكية واتباعها من إدخال حصان طروادة إلى قلب معسكر المظلومين فيجب أن يكون هذا مؤشرا خطيرا يحمل المسلمين بعامة والشيعة بخاصة على مراجعة دائمة لمواقفهم ومدى اقترابها من اي من المعسكرين معسكر الحسين عليه السلام أم معسكر الأمويين؟! .