الخميس - 28 مارس 2024

وريقة تحكي مظالم إخوتي ومراحمي

منذ 5 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024

نزيف من الكلمات، وعصف من العبارات، شخصت لناظري، ما بين بعض من سطور وريقة؛ وجدتها قد ألقيت في قارعة الطريق.. أسقطها- سهواً- جريح مشاعر مثلي، أو أنها قد القيت عمداً وزهداً، من دعاة الجهل ، أو بعض الرفاق.

وريقة كأنها حمراء.. تقطر من دماء نحورنا، قد شابها صدأ كأنه أبواب زنزانة؛ كانت لنا وطن بأيام البلاء.

خفت إليها بالخطى قدمي، وإمتدت لها يدي، وتطاولت حتى يخيل لي بأنها تجاوزت حدود قوامها المعتاد، قصدت تناول ما حوى هويتي، ألمي، شجني، ألقي، رفعت تأريخي المدمى بكاهل مثقل، ينوء بما من شانه هد الجبال تحملاً.

تراقصت عيني على كلماتها ألماً، وإغرورقت بالدمع عند سطور طفولتي، فتوتي، شبابي، رجولتي، هرمي، وإذا بي أسمعني مرتلاً..

أنا ثائر يا سيدي

وضمير شعبي يرتديني

في دهاليز المنافي

ثوب نخل أو هوية

أنا غيمة جفت هنا

ومراضبي اللائي روت

من صدر إم زينبية

أنا من دموع سكينة اللاتي بكت

لا من خطايا المجدلية.

لم أستطع أن أكمل تلاوتي، لتزاحم بنات عيوني االلاتي تجمهرت خلف أسوار الجفون، ولم تسقط أياً منهن؛ خوفاً من أعين الشامتين، تمالكت نفسي، وعدت بكل ما أوتيت من شغف، لإكمل فصولاً قد روت ملاحمي، وترجمت صبري على مظالم إخوتي.

أزف الشباب إلى الفراق

خارت قواي

“كل الرجال القادمين إلي من جسر

المدينة

أورثوني موتهم

ونعوا سواي”

إني العراق وكنيتي كانت بلاد

إني النخيل وقصتي إسطورة

خطت على موج الخليج على شراع

السندباد

أرضي تقول

سقطت بقارعة النزيف مآذني

وشموس نافذة الصغار

سقط الجدار على النهار

كبرت يتامانا أبي

هرمت شناشيل الزقاق

إني أقول

آه عراق

فاضت رؤاك على ضميري ياعراق.

أطرقت متأملاً حالي مع إخوتي، وضميري يردد مقولة من نور آل محمد- عليه وعليهم أفضل الصلوات- نصها( القدرة تظهر محمود الخصال ومذمومها)، وإذا بي أقلب صفحات الماضي؛ حين كان إخوتي هم القادرون.

قارنتها بصفحات يومي وحاضري معهم، فوجدتها لا تكاد تختلف عنها بشيء؛ بل إنها قد زيد عليها قسوة، وشراسة وشذوذاً.

في حال قدرة إخوتي، قد أبعدوني، همشوني، ولم أجد من خصالهم محموداً، ولم أك في حسابهم موجوداً، فقد سفكوا دمي، وهتكوا حرمي، وصادروا هويتي، وقيدوا حريتي، وجندوني عبثاً، أقتل في نفسي وفي جيراني.

اليوم وفي حال قدرتي، قدمت لهم من محمود الخصال؛ ما عجز أن يقدمه لي إخوتي- سابقاً- أو يجازوا معوفي بهم –لاحقاً- فقد عمرت موائدهم من خيراتي، وأمنت ديارهم على حساب سلامتي.

نزفت وما زلت أنزف، نزيفاً من النفط ونزيفاً من الدماء، وهم يصرخون جائعون، مهمشون، مهجرون.. إستعانوا بالغريب؛ الذي هتك أعراضهم، وإستباح دمائهم، وإستنجدوا؛ بالذئاب التي نهشت لحومهم، وإستهانوا بدمائي الزاكيات،التي سالت وما زالت؛ في سبيل سلامتهم، وحفظ كرامتهم، التي كانوا فيها من الزاهدين.

لا لشيء إلا لأني قد قدرت.. أو لأني قد نطقت بما يعد شركاً أو ظلالة، ناديتهم.. يا إخوتي، فأعلنوا رفض معنى الإخوة الذي طرحته كإخوة، بل أرادوها مكابرة وسطوة.

إنتبهت من حالة تأملي، وعدت إلى وريقتي، وهي تقول..

قم ننتصر

يا سيدي أوما كفى؟

فالليل ليل حيثما رقد العراق على

الأسى

فإسحق مسافات الحدود

وإنشر مدارات الرصاص بكل

ناحية لنا…..

فإسرج مصابيح الرماح على

السرى

وإهدم عروشهم بنعليك التي بليت

هنا

ثم إخلع النعلين فوق رتاجهم

إني بوادي الطف والحزن المقدس بالعراق طوى.

وقرأت في ذيل الوريقة، إسم شاعر قصتي وشريك محنتي منذ الأزل(عامر ملا عيدي) مترجماً حالي وحال الخيرين، من حشد، وجيش، وكل الهاتفين كفاك موتاً ياعراق.