منذ 4 سنوات
السبت - 18 مايو 2024


حسن المياح||

إستخدم معاوية بن أبي سفيان أسلوب ألترهيب والترغيب في إسناد وتقوية وتثبيت حكمه . وذلك بإعتبار تقسيم الحالة الإجتماعية والنفسية للأمة التي كانت تعيش في زمنه يوم كان حاكمآ مجرمآ , غاصبآ طاغيآ , مستبدآ ظالمآ , مسلطآ على رقاب الناس , لأسباب لا يسع ذكرها الآن .
فكان أسلوب الترهيب والإرهاب الذي يستخدمه معاوية بإعتباره حاكمآ متسلطآ ظالمآ مع الناس الذين يقفون بوجهه معارضين وناقمين ورافضين , وهو يعتقد في قرارة نفسه أنه لا علاج لهؤلاء إلا السيف القاتل , أو السم الناقم المميت , بسبب خطر وجودهم بين الناس , لأنهم الواعون لإنحراف وطغيان حكمه المستبد الظالم , وأنهم شجعان مراس صقلتهم التجارب , لا يتنازلون عما هم يفكرون به , ويعتقدنه , وأنهم على إستعداد للتضحية والشهادة في سبيل خط إستقامة عقيدة لا إله إلا الله , كحجر بن عدي وأصحابه وإبنه وغيرهم كثير . فهؤلاء أصحاب ضمائر واعية , وإرادات حية نابضة منفتحة على الجهاد في سبيل الدفاع عن عقيدة التوحيد , وأنهم الجادون العزم على تثبيت وترسيخ حاكمية خط إستقامة عقيدة لا إله إلله بما فيها من تشريعات وأحكام وقيم خلقية وسلوك أخلاقي قويم .
وكان معاوية يستخدم أسلوب الترغيب والإغراء وشراء الضمائر وكسب الإرادات التي هي أقرب الى الشلل والموت منها الى الحياة والوعي والحركة . وهؤلاء هم كثير كثرة كاثرة متكثرة , وعلى أساسهم أقام معاوية عرشه الزائف المهلهل , وحكمه الظالم المجرم الطاغي , حيث الجبن والذلة والتبعية والعمالة , وغياب الوعي وشلل الإرادة وموت الضمير وهزال الشخصية وقابلية الإنحراف في السلوك . ويمكننا أن نطلق وننعت هؤلاء بالجواكر في الحال الحاضرة التي نعيشها في أغلب الحراك والتظاهر .
وعلى أساسه يبني الحاكم حكمه , ويسند عرشه , ويقيم ويديم وجوده المتسلط , من خلال هؤلاء الشرذمة المجرمة الرخيصة اللامنتين الى عقيدة إستقامة التوحيد , والذين لا ولاء وطني لهم ; وإنما هو المنصب والمال الحرام الذي يكسبون بدون وجه حق ; إلا خدمة لعمالة الذات الهزيلة المائعة عقيدة , والشاردة من كل خلق وطني , والمتخلية والمجافية لكل سلوك نبيل رفيع مستقيم .
وأصبح الشعب العراقي ~ مع شديد الأسف وبالغ الألم ~ بأكثريته عبيد الدنيا , باحثين عن لقمة عيش مهان رذيل , وإنتظار راتب مهزوز مهدد بالإنقطاع أو التقليل , بلا شموخ ولا عزة , ولا كرامة ولا وجود إنساني كريم , وذلك لتوفر القابلية عنده والإستعداد لسلوك خط الإنحراف والتنازل من أجل لقمة عيش وراتب شهري مشكك ومهدد بالزوال , وذلك بسبب شلل الضمير الذي يحاسب , وموت الإرادة الواعية التي تنهض وتحرك , وفقدان العزم المقاتل , الذي أدى الى موت شموخ ذلك الشعب العراقي , وذهاب شجاعته وبسالته , وخور وجوده المدافع , وضعف وعيه المميز , ووهن عقيدة التوحيد في قلبه , لقبوله بالرضوخ الى الظلم والإستعباد , والإستجابة المذلة لسلوك طريق الإنحراف , والقبول بحكم وحاكمية الجوكرية الوصولية المتقلبة المحتالة الساعية لتمييع عقيدةالتوحيد الرسالية في نفوس الشعب العراقي , ليسهل إنقيادهم بإنهيار وجودهم الواعي وذبول إنتمائهم الوطني وتسطيح ولائهم للقيم الخلقية النبيلة التي تربوا عليها وكبروا وشمخوا .
صدام الطاغية المجرم رسخ حكمه الظالم بإنتهاج أسلوب الترهيب والقسوة , ومنهج القتل والتجويع , وإجرام الإعتقال والتهجير , وما الى ذلك من وسائل التعذيب والكيد والغدر والإجرام , وهذا هو طعم حاكمية صدام وتسلطه المجرم الغاشم , الذي إستخدمه مع من رفض وجوده الحاكم وعارض تسلطه الناقم , من الشعب العراقي الأبي المؤمن الكريم .
وكان صدام الحاكم الطاغية المجرم يستخدم أسلوب الترغيب وشراء الذمم والضمائر من خلال ما يغدقه من الأموال ( العملة المحلية بالدينار العراقي ) المطبوعة محليآ بلا غطاء دولي , غرفآ بلا عد ولا حساب على من طبل له وزمر , وهتف وصفق , وتظاهر ورقص , وعبث وأفسد , وإنصاع وخضع , وذل وأستعبد ,……. ,
وعلى أساس هؤلاء من الكتل البشرية الوضيعة وجودآ , الهابطة وعيآ , البائعة الضمير الهزيلة , والميتة الإرادة المتنازلة عن كرامتها وشرفها ووجودها الإنساني الكريم مقابل ثمن بخس من الوظائف المجرمة الهالكة , والدنانير الهابطة القيمة التي يعادل الدولار الواحد ثلاثة آلاف دينار كسعر صرف له , بنى مجده الحاكم الظالم , وشيد تسلطه المجرم الناقم , ….. , والناس من الشعب العراقي يعلمون ذلك ويدركونه , ولكنهم لا يحركون ساكنآ من ضمير , أو مشلولآ من إرادة , أو مفقودآ من كرامة , أو ميتآ من عز وجود إنساني كريم .
وكل ذلك بسبب تقاعس الهمم التي أولدها موت الضمائر , وضعف العزائم الذي أنتجه فقدان الإرادة , وميوعة عقيدة لا إله إلا الله في النفوس الذي هيأ الجو المناسب للقبول بالذلة والمهانة , والتبعية والركون الى الإستعباد .
وبسبب كل هذا , وعلى أساسه ,في حالنا الحاضر , تتهيأ الأرض الخصبة لقبول بذر الجوكرية , ويبرز الإستعداد للرضوخ الى حاكمية الطغيان التي تضعف حركية الرفض والتمرد والنفور والتظاهر الواعي الهادف لتغيير الفاسد , وإجتثاث من كل يحاول إعلاميآ أن يتفيس (نسبة للفيسبوك ) ويتظاهر عبثآ لاغيآ من أجل التجوكر , وإثبات الطاعة والمساندة والعون , والعمل على تأسيس وشد بنيان وتقوية وترسيخ حكومة جواكر عميلة قائمة على أساس الغش والخداع , والغدر والعمالة , والتلويح بالتوعد , والتلميح بقطع الرواتب الشهرية التي يعيش عليها الناس , والتصريح بالإعتقالات والإختطافات , والعمل على وضع الموانع الكونكريتية الحاجزة للشعب الواعي المنتفض المطالب بالحقوق , والمحاربة لكل من يحاول إستئصال الوجود الحاكم الظالم القابع بالمنطقة الخضراء , حيث أوكار العمالة والتخطيط الناقم والقبوع الجبان المجرم الظالم .
هذا هو الحال الذي يعيشه العراقيون , وما يعانوه من ظلم وإجرام في ترهيب وترغيب من خلال ما تمارس عليه من إجرام إرهاب بطعم وسلوك صدامي , وبنكهة ترغيب إحتيال سياسة معاوية بن أبي سفيان .
ـــــــــــــــ