الجمعة - 29 مارس 2024

الخير لا يُستأجر

منذ 5 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024

لم يسعفني البحث في معاجم الخير وافعاله واشكاله من الاولين الاولياء الصالحين ، لكن فكرت في ان اكتب عن الخير واسعاف الفقراء والمحتاجين ، فالحكام كلهم يملكون المال الذي بحوزتهم من قوت الشعب ،الذي هو حق ليس لهم وانما هم مأتمنون عليه ، لكن الخيانة المهنية التي سلكوها هم وخدمهم ، اطاحوا بالاسس والقيم واستحوذت عليهم سلطة المال وشرعوا لهم ما حرم عليهم واستباحوا قوت الشعب. بالظلم والتعسف ولم تأتي لحظة ندم او ساعة افاقةً من ( البنج) الذي هم غائبون فيه، غلبهم السبات ولم يصحوا صباحاً فيه خير وانما افترشوا الليل فساداً، كان الاجدر بهم ان ييذلوا من العطاء والسخاء الذي بحوزتهم الى الشعب ، واذكر مثلا في احدى القرى وفي يوم من الايام كان لبعض التجار في بلدة ً مالاً وفيرا ،فكانوا يشترون المواد الاولية من الاسواق بالاموال السحت الذي يملكوه ، ويحتكرون البضاعة حتى يسيطروا على الاسعار ومن ثم تنفذ البضاعة .يتم طرح ما اشتروه من الاسواق ليبعوه باضغاف الى الناس حتى يربحوا اضعاف من الاحتكار الهمجي ، ومن ثم يتم فتح مكاتب ليجبروا الناس في الوقوف بالطابور لتوزيع المعونات المالية على الفقراء ، حتى يعلوا اشخاصهم واسمائهم ومكانتم لكي يرضى الناس عنهم ، ما اسرع اليوم بلامس ياحكام الاحتكار اما صحت ضمائركم بتوفير نسمة هواء باردة في صيف لهاب، او قطرات نفط في برد قارص افضل من ان يوزع النفط على بقية الدول والمكونات ، او توفير خدمات في ضل ضرائب جائرة ظالمة ، او توفير ماء صالح للشرب او توفير سكن امن او عدم العبث بمقدرات الشعب ، 
عشنا اربع سنوات عجاف لم يشهدها يوسف ولا ايوب قل صبرنا وابتلعتنا الحيتان الكبيره، ومررنا في غياهب الجب بعصبة من البشوات والجنرالات ، غلبهم حب المال والاسوار المغلقة والسيارات المصفحة ، وبعد انتظار طويل عدنا مكسورين مهزومين ووقفنا في طريق مسدود وابواب موصودة ، تحيطها قضبان الهم والحزن والوعود والاكاذيب،
طالت السنين ومضت ونحن بانتظار المخلص الرجل الصالح ، الذي لديه الكتاب المقدس الذي لا يفارق صغيرةً ولا كبيرةً الا واحصاحها ، 
ويوجد في ذلك الكتاب شكوى الفقراء والمظلومين والمحرومين فلابد يأتي يوم الحساب الذي هم في غفلة منه ، 
وتعلوا صيحات الانتقام من الظالمين والمترفين وان يستخلف الارض العباد الصالحين ،

والكل ينادي باصوات جهورةً

اطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت لان الخير فيها باق …
ولا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت لان الشح فيها باق..