الخميس - 28 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي||

كثيرة هي الاخطاء التي نرتكبها أو نقع عليها من حيث نعلم أو لا نعلم, وبعض هذه الاخطاء قد تدرك فيذهب خطرها ويستقر أثرها, وبعضها لا يدرس فلا يمكن محوها, والمصيبة أن منها ما يتعلق بمصير الاجيال فتنتقل من جيل إلى جيل ويثبت مرارتها؛ ليبقى وصمة عار على من تفنن في صنعها أو أنجر إليها لسوء في التدبير أو هروب من واقع قد استقر لحتمية الضعف وعدم التحكم إلى المستقبل ومصير الذات والمجتمع, فيكون المآل إلى النهايات الفضيحة والقبيحة التي لا تذهب شؤمها ولا يمكن مغفرتها فيتبعها آهات الملايين, ويترتب عليها اللعنات والويلات وأصوات الناعين إلى قعر غير معلوم فيهلك فيه ضمير الانسان ويفسد الملح الذي لا يمكن اصلاحه.
أن الأيام الماضية كشفت عن الهرولة العربية المفضوحة بقيادة إمارة الشر الديوثة نحو التطبيع المخزي والمذل مع اسرائيل الخبيثة, وهذا الأمر الذي تبنته الامارات فسارعت بنفسها وساقت الاخريات إليها ما هو إلا تجاوز ساخر على حقوق المواطن العربي بشكل عام والاسلامي بشكل أخص في هذه الدول التي انتكست بفعلتها الشنيعة, فعلقت مصير أجيالها بثقافات دخيلة أقل ما فيها من الخطورة أنها تدعوا إلى شياع المثلية وتجارة الدعارة والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يبقي على الاسلام كدين وعلى العقيدة كسلوك؛ ليستقر الامر بين الشعوب العربية على تقبل اللادين وعولمة الفحش والكبائر في الوسط الاسلامي على نحو أخص.
أن مسألة مصادرة حقوق الأفراد في المجتمعات ليست إلا تدبيراً اسرائيلياً امريكيا لإبقاء حالة السفاهة وتكريس الجهل واستعباد الحمير وبالتالي فرض السيطرة والهيمنة على الشعوب وقياداتها الفاسدة للحيلولة دون وصول هذه الشعوب إلى أن تكون حرة أبية تدير نفسها وتهتم بأبنائها وتحافظ على ثقافتها الاسلامية التي شرَّعها الاسلام وبيَّنها الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله, وحذر من الوقوع في مصيدة اليهود الذين كانوا ولا يزالون يكيدون للمسلمين بشتى الطرق والوسائل باعتبار أن قانونهم يميل إلى ثقافة ان الغاية تبرر الوسيلة.
لذلك يستلزم الامر صحوة شعبية عربية بربيع فكريٍّ اسلاميٍّ ينطلق من روح الثورة الاسلامية لإنقاذ ما تبقى من الكرامة في الشخصية العربية المؤمنة بدعوة الاسلام, وهذا بحد ذاته ينقلنا إلى حتمية المواجهة بين الشعوب العربية الاسلامية الأبية والحرة وبين قيادتها التي ارتضت أن تلقي بنفسها بين أحضان اسرائيل وأمريكا وعلقت آمال شعوبها بالتطبيع المهين والمشين, وأما إذا سكتت الشعوب العربية على جرأة قياداتها الفاسدة وتأقلمت مع الوجود الاسرائيلي والامريكي فعلينا أن نعترف بأننا نتوجه إلى السقوط الذي لا قاع له ولا يمكن أن لهذه الامة أن تتسمى بأمة الاسلام, فالاسلام منهم براء.