الجمعة - 29 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


عباس عبود سالم ||

في العراق تتعدد اشكال الموت فقد كان يموت العراقي بسبب بطش السلطة وقمعها وقسوتها، او نتيجة حروبها ومغامراتها، لكن الموت اليوم في (العصر الديموقراطي) استمر ولم ينقطع نزيفه، رغم تغيير قواعد اللعبة السياسية!!!
وهو موت شيطاني يحصل كل يوم بالمفخخات والتفجيرات وحوادث القتل والفتك بالناس، لكن اغرب انواع الموت اليوم ليس الموت بكورونا، او الارهاب، او الصراع السياسي المسلح.
بل هو الموت كمدا
نعم
الموت كمدا نتيجة قرارات او اجراءات حكومية ظالمة!!
وقصص الموت كمدا في العراق قديمة قدم الدولة التي توفي اقدم واهم رؤساء الحكومات فيها كمدا في الشام وهو ياسين الهاشمي بعد انقلاب بكر صدقي، وقد تذكرت موت الهاشمي عندما توفي احد اصدقائي قبل سنوات بسبب قرار الغاء التمديد الذي حصل عليه لاكمال خدمته الوظيفية سنة واحدة…
وبعدها اخذت تنتشر قصص مؤلمة عن موت العراقيين كمدا واخذت بالانتباه لها، فقد اودى التعديل الذي اقره البرلمان علي قانون التقاعد الموحد بحياة عشرات الناس يقال اكثر من ثمانين شخصا توفوا كمدا بسبب احالتهم القسرية على التقاعد نتيجة رغبة لاشخاص داخل مجلس النواب… من يتحمل ذنب انهاء حياة هؤلاء؟؟؟
وهم من قدم زهرة شبابه لخدمة الدولة والشعب لكنهم فوجئوا بقرارات وتشريعات لم تكن بالحسبان…
ونفس القصص سمعتها عن ضحايا قصة حكومية اخرى هي قصة مجمع التاجيات السكني الذي تعاقد فيه اكثر من 600 مواطن عراقي مع وزارة الاسكان والاعمار العراقية على شراء شقق سكنية تنفذها شركة انكليزية وقاموا بدفع القسط الاول والثاني الذي يتجاوز العشرين مليون دينار على امل إن يتم تنفيذ المشروع خلال ثلاث سنوات، لكن مرت تسع اعوام ولم ينفذ شيء واتضح لهولاء ان الوزارة لاتختلف عن الشركات الوهمية التي تمتهن النصب والاحتيال فالشركة المنفذة لاوجود لها والمشروع متوقف ولايمكن ان يتم..فتوفي اكثر من ثلاثين منهم كمدا.
الغريب ان منظمات حقوق الانسان تتولى الدفاع عن ضحايا الطغيان، ومنظمات الصليب والهلال الاحمر تتولى قضية ضحايا الحروب، ومنظمة الصحة العالمية تتولى الاهتمام بضحايا الاوبئة، لكن من يتولى امر الدفاع عن المتوفين كمدا نتيجة إجراءات ادارية او مالية ظالمة..
اكيد لايوجد احد يتولى هذا الملف الذي تزداد مساحة تاثيره ويتضاعف عدد ضحاياه يوم بعد يوم…. ولله المشتكى