الخميس - 28 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


هادي الكعبي

شهدت محافظة ذي قار طيلة الفترة الماضية منذ انطلاق التظاهرات عام ٢٠١٩ إلى حد هذه اللحظة أحداث كثيرة ومنها حرق للمقرات الحزبية واعتداء على الأبنية الحكومية و الهجوم على بيوت مسؤولين وحرق منازل قيادات سياسية مع سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الامنية والمتظاهرين.
وهنا يأتي السؤال عن الأسباب الكامنة وراء استمرار التظاهرات في هذه المحافظة ولماذا تم تصعيد الأوضاع فيها في الوقت الراهن والتي نعتقد أن ورائها الأمور الآتية وهي:
١- تحاول الأطراف الإقليمية ولاسيما السعودية والإمارات بادواتها المحلية ولاسيما بقايا البعث من تأجيج الوضع في ذي قار لأجل الوصول إلى مرحلة الفوضى والتي تتمكن من خلالها تهريب الدواعش داخل سجن الحوت.
٢- التصعيد الحاصل الآن في المحافظة له مدخلية بالزيارة المرتقبة للبابا فرانسيس إلى العراق حيث تعمل الأطراف الإقليمية ولاسيما السعودية والإمارات على إفشال الزيارة حتى لا يكون هناك اعتراف بدور ومكانة الشيعة في العراق والمنطقة سواء كانوا من الخط السلمي أو الخط الثوري من قبل الغرب وأوروبا،لذلك اوعزت إلى أدواتها إلى التحرك والنزول الى الشارع لأجل الإيحاء والتصوير بأن الوضع الأمني في العراق والمحافظة غير آمنة وبالتالي لابد من تأجيل الزيارة.
٣- يحاول مستشارو الكاظمي توظيف هذا التصعيد لأجل عدم منح القوى السياسية الشيعية داخل المحافظة من التواصل مع جمهورهم، أو أنهم يسعون بهذه الأوضاع إلى تأجيل الانتخابات كون أن البيئة الإنتخابية الآن غير ملائمة لإجراء الانتخابات وبالتالي يستطيعون خلال هذه الفترة من ترتيب أوضاعهم الانتخابية والاستعداد إلى المشوار الإنتخابي بصورة أفضل مما لو جرت الانتخابات الآن.
٤- ما يجري هو حرب دولية و اقليمية بأساليب وآليات متعددة تستهدف الشيعة في الوسط والجنوب وفي كافة المجالات سواء كانت تعليمية أو اقتصادية أو أخلاقية أو دينية كون اغلب أفراد الحشد الشعبي وفصائل المقاومة هم من أهالي هذه المحافظات ولاسيما محافظة ذي قار وبالتالي لابد من دفعهم الثمن لافشالهم المشروع الكوني(داعش) الذي استهدف الوجود الشيعي عام ٢٠١٤ بواسطة هذه التمظهرات التي تتمظهر تارة بشكل تظاهرات وأخرى بشكل فرق قتل وتخريب أو غير ذلك.
٥- تسارع الأحداث في ذي قار هي مناورة يراد منها استمالة وجذب بقية المحافظات ولاسيما الجنوبية والوسطى في المطالبة بتطبيق نفس السيناريو الذي حدث فيها من تعيين شخصية عسكرية لكي تتم عملية إقصاء وتقويض القوى السياسية الشيعية الأخرى وبالتالي تتم السيطرة على بقية المحافظات من خلال هذه العملية لصالح جهة سياسية معينة تعمل على إنجاح هذا الأمر.
٦- ما يحدث في ذي قار حاصل نتيجة الصراع بين الأحزاب السياسية لأجل الحصول على منصب المحافظ والاستفادة من الأموال المخصصة للمحافظة والعمل على توظيفها لأجل أغراض حزبية ولاسيما وأن الانتخابات على الأبواب.
٧- تتصاعد وتيرة الأحداث الأمنية داخل محافظة ذي قار وبقية المحافظات الشيعية كلما قام الحشد الشعبي وفصائل المقاومة بعمليات نوعية ضد داعش أو عندما تقوم فصائل المقاومة بضرب القواعد الأمريكية وهذا مما يشيء إلى ان القوات الأمريكية تحاول بهذا التصعيد من خلال أدواتها المحليةصد الهجمات ضد التواجد وتقليل مفاعيل قوته وايضا لكي تتمكن من تحميل الحشد الشعبي وفصائل المقاومة مسؤولية تدهور الأوضاع وايضا لأجل التغطية على حجم الخسائر التي يتعرض لها داعش ولاسيما ما جرى في منطقة الطارمية.
٨- التصعيد الموجود في ذي قار وبقية المحافظات الشيعية حاصل بسبب دخول الجهات الخارجية على خط الأزمة لأجل استخدامه ورقة ضغط على القوى السياسية الشيعية لكي تتنازل وتخضع لإدارة تلك الجهات.
٩- الاضطرابات والاحتجاجات الموجودة هي وسيلة تمويه تستخدمها أطراف خارجية ومحلية للتغطية على التغييرات التي تحصل داخل المؤسسات الحكومية سواء كانت الأمنية أو غيرها.
١٠- تمتاز محافظة ذي قار بكونه غير مغلقة شيعيا حيث يوجد فيها من الناحية الديموغرافية عشائر سنية مثل ( السعدوان وغيرهم) وهم يمتلكون رؤوس اموال مؤثر فيها ولهم علاقات مع دول الخليج، وايضا هي مركز تأسيس حزب البعث بقيادة الركابي،وهذا التمييز الموجود بداخلها تجد فيه الأطراف الخارجية والإقليمية المحركة للأحداث وسيلة فضلى للسيطرة على العراق والعملية السياسية لاسيما بعد مغادرة تلك الجهات للاساليب وللآليات المتبعة سابقا والولوج إلى العمق الشيعي بواسطة آلياتها الجديدة والتي تدار من قبل بقايا حزب البعث وأفراد من العشائر السنية داخل المحافظة.
١١-ليس اعتباطا الاهتمام الكبير بمحافظة ذي قار من قبل الجهات الخارجية والإقليمية كونها تقع على الخط التجاري الذي يربط العراق نحو السعودية باتجاه أوروبا، وأن الوصول إليها يمكن تلك الجهات في شل المحافظات الشيعية ولاسيما الوسطى والجنوبية منها وفصل بعضها عن البعض الاخر فضلا عن خنقها اقتصاديا،بل ان النوبة لا تقف عند هذا الحد لدى الجهات المحركة للأحداث إذ تصل إلى فتح الصحراء من جهة المحافظة نحو وادي حوران أمام الارهابيين لأجل استخدامهم لاحقا في إسقاط العملية السياسية في العراق وإعادة تشكيلها على وفق الرؤية الأمريكية.