الخميس - 28 مارس 2024

بني سعود وسياسة حز الرقاب

منذ 5 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024

عبد الكريم آل شيخ حمود الشموسي

لو تصفحنا أوراق التاريخ الوسيط لعائلة بني سعود ، التي استولت على منطقة نجد والحجاز وما جاورها من الجزيرة العربية بحد السيف؛ التي قامت على القتل والترويع والسلب والنهب ،وهو ما كان يعرف ب (الغزو) الذي كان الصفة الغالبة في حياة أعراب الجزيرة العربية في العصر الجاهلي وجزء من العصر الاسلامي.
وقد بقيت هذه العائلة التي – تنحدر من يهود الدونمة – كما هو مدون في كتب التاريخ ، عاشت هذه الأسرة المتأسلمة في كنف الدولة الاستعمارية (بريطانيا) بعد إنتصارها في الحرب العالمية الأولى وإزاحة الإمبراطورية العثمانية من خارطة العالم وإنبثاق الذهب الأسود من رحم الجزيرة العربية ، لتصبح هذه العائلة الحارس الأمين والقوي على البترول الذي صار من حصة الشركات الغربية الاحتكارية بعد إعطاء هامش من الربح الى حكام بني سعود لينعموا بحياة الترف المحرم. 
هذه العقلية الاستبدادية والدموية التي اتصفت بها عائلة بني سعود ، انعكست في تصرفاتها حيال اي ممارسة للتغيير وفك قيد الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة من أسر سلالة الجهل والتخلف ؛ فإنبرى الاحرار وأباة الظيم الذين لم يرتضوا أن تدنس حرمات الله من قبل عقيدة مختلقة من قبل الرجل الإمعه مؤسس الفكر الوهابي الذي غذى فكر الكراهية والبغضاء تجاه باقي المذاهب الإسلامية ؛وكان الأشد وطأة على المذهب الأمامي الذي تركز في شرق البلاد فيما يعرف بمنطقة الأحساء والقطيف وكذا في المدينة المنورة.
فكان حز الرقاب هو العقاب الأوحد في التعاطي مع الآخرين ، لا لشيء وإنما لترسيخ سلطتهم الغير شرعية التي إبتنت على ثقافة القتل ، ففي الأمس القريب قامت حكام بني سعود بارتكاب جريمة القتل بحق سماحة الشيخ الشهيد باقر النمر أمام انضار العالم الإسلامي، الذي كان يغط في نوم عميق ، بإستثناء أتباع أهل البيت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي العراق ولبنان وسوريا واليمن.
واليوم يعيد حكام بني سعود تكرار سلسلة جرائمهم بحق ثلة طيبة مؤمنة من أتباع أهل البيت والمتعاطفين معهم ، بقطع الرقاب أمام مرئآ ومسمع من الجميع ، لإيصال رسالة واضحة ومحددة الى الخصوم بأن نظام الحكم السعودي المترنح لا زال قوياً رغم حالة العزلة التي يعاني منها بعد أن قطع جسور الوصل مع أغلب دول الجوار الجغرافي والتاريخي.