الجمعة - 29 مارس 2024

متى تتكلم مرجعية النجف؟ والعراق ينحدر إلى الهاوية!

منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


علي فضل الله ||

احد الاخوة طرح تساؤل مهم جدا يدور في ذهنية كثير من الشعب العراقي..
لماذا لا نسمع اي بيان او خطبة لمرجعية النجف حول ما يحصل من فوضى عارمة تصطنعها حكومة الكاظمي من اجل إضعاف الدولة العراقية والسماح لدول كثيرة كانت ولا زالت تلك الدول سببا في قتل العراقيين وتدمير بلادنا..؟؟
مع العلم ان المرجعية(والكلام طبعا” لصاحب التساؤل)تدخلت مرات عديدة، مع هكذا منعطفات سياسية، وكما حصل مع السيد المالكي، ابان فوز دولة القانون في انتخابات 2014 وكان من المفترض ان يتم ترشيح السيد المالكي لولاية ثالثة، الا ان كثير من القوى السياسية وبضغوط خارجية، أصرت على المكون السياسي الشيعي بترشيح شخصية غير المالكي، وحصل وقتها شد ومد وتجاذبات في ظل ظروف قاهرة في تلك الفترة التي سقطت فيها خمسة محافظات بيد داعش، ومن باب دفع الضرر الاكبر بالاصغر،، تدخلت المرجعية و(أوصت) باستبدال المالكي بشخصية اخرى يتم التوافق عليها ضمن المحيط الشيعي، وانتهت الازمة وكان البديل العبادي.
نفس الحال تكرر في احداث التظاهر، عندما وصل العراق لمنزلق خطير، عندما استطاعت سفارات الشر ان تمتطي صهوة التظاهرات التشرينية التي أعد لها مسبقا، وتم تهيئة قيادات، وجهز (بعض المتظاهرين) (من باب بس تعالوا)بكل شيء ، حتى بالمحرمات من أجل أجهاض النصر الكبير الذي تحقق على داعش، وتجريم الحشد وأضعاف تأثير المرجعية ومعاقبة حكومة عبد المهدي لانها وجهت بوصلة الدولة العراقية نحو الشرق تحديدا الصين الند الذي يزاحم الولايات المتحدة الامريكية في ادارة وقطبية الاقتصاد العالمي، ووصل الامر إلى القتل المتعمد من أجل تأليب الشارع، وهنا ادركت المرجعية خبث المشروع الامريخي العربي، الذي يريد ايقاع فتنة كبيرة شبيهة بالحرب الاهلية، فكان تدخل المرجعية، حيث رسمت خارطة طريق للطبقة السياسية لم يلتزم بها، الا الساسة الشيعة، لحاجة في نفس الساسة الذي اهتز بنيانهم وقت التظاهر، اما ساسة السنة والكرد وقفوا متفرجين بذريعة إن التظاهر في الوسط والجنوب متناسين ان المطالب للمتظاهرين قبل أن تسرق تظاهراتهم كانت مطالب عامة تهم كل الشعب العراقي.
ونتيجة حادثة الناصرية المروعة التي كانت غريبة بكل معنى الكلمة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، لم تكشف اسراها لحد الان ولم تكن الا في مصلحة سفارات الشر والاعلام الاصفر، على اثرها طالبت المرجعية ضمن الخطبة التي القاها وكيل المرجع، حيث نصت الخطبة في جزء منها(على مجلس النواب الذي انبثقت منه الحكومة الراهنة مدعوّ إلى أن يعيد النظر في خياراته بهذا الشأن ويتصرف بما تمليه مصلحة العراق والمحافظة على دماء أبنائه، وتفادي انزلاقه إلى دوامة العنف والفوضى والخراب”).
وجاءت استجابة السيد عبد المهدي سريعة، حيث أعلن استقالته مباشرة احتراما لدماء الابرياء واحتراما لمقام مرجعية النجف.. وهي دلالة على حرص السيد السيستاني، على حياة المواطنين بجميع مسمياتهم، ومدى كياسة السيد عبد المهدي بتقبله توصية المرجعية وقبل ان يقرر البرلمان..وقد تعاملت المرجعية ايضا وفق قاعدة دفع الضرر الأكبر بالضرر الاصغر أيضا”.
السؤال الذي يطرح نفسه، إن الحكومة الحالية قد جرت البلاد إلى المجهول، فجائحة كورونا وما جلبته من ويلات العراق في ظل إدارة فاشلة لهذه الأزمة وعدم وجود اللقاحات لحد ألان، يبين مدى الحكومة، ثم أتبعت هذه المأساة أخرى هو تخفيض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار، مما تسبب بضرب أنادي كبير ليس على المواطنين بل الصناعة الوطنية التي تستورد المواد الأولية من الخارج( تم ذبح الصناعة الوطنية) والمستوردة ابشركم ارخص من المصنع في العراق(حكومة عنتيكة ) والملف الأمني حدث بلا حرج(شعيط ومعيط وطحنون الخيط) فإذا كانت دمائنا مستباحة، الان حتى الأجهزة مخترقة(طول وعرض).
أذن لماذا تصمت المرجعية أمام هذا التدهورالمتعمد هذا السؤال يدور في ذهنية عموم العراقيين، بل وحتى الإعلام الأصفر يثير هذا التساؤل بخبث، من أجل أضعاف العلاقة العقائدية بين المرجع السيستاني ومقلديه.
وهنا قبل أن أجيب عن هذا التساؤل، البريء للكثير منا، أما المغرضين واولاد السفارات يطرحوه وقد دسوا السم فيه..
نحن بهذا التساؤل الذي نطالب فيه للمرجعية بالتدخل، نهرب للأمام ولا نقبل أن نتحمل مسؤوليتنا، بتوضيح بسيط، نحن كالمكلف بالصوم أو الصلاة أو الخمس والزكاة، كالذي يريد الاخر أن يؤدي الصلاة والصوم وباقي العبادات بالنيابة عنه، وهذا الأمر يحصل(أداء الاعمال الواجبة بالنيابة) لكن تعرفون مع من؟ مع الأموات، فيا أيها المتفلسف على المرجعية، هل أنتم أموات كي تقوم المرجعية بأداء واجباتكم، وكي يكون المقال على قول أهلنا(تزكام) ونغادر هذه المعضلة الخبيثة، سوف يثير المرجفون(أهل الفتن والنفاق) إن فساد الحكومة وساستها ليس كأمر والصوم والصلاة وباقي العبادات، وأقول للمرجفين: ويحكم إن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لأهم من عامة والصوم والصلاةوالحديث الشريف( إياكم وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأن تركتموها، يولى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم).
هذا كله هو مدخل الاجابة، أما الاجابة عن التساؤل؛ متى تقول المرجعية كلامها؟ الاجابة طبعا” من باب التحليل وليست معلومة(لست وكيل أو معتمد المرجعية) وأن تشرفت يوما بالجلوس أمام السيد السيستاني دام ظله لدقائق ويده المباركة تمسك بيدي، ليتحفني بفيض من الأمل والنصائح..
أعتقد أننا سنشهد تدخل للمرجعية في حال حدوث أحد الأمرين:
الاول ـ أن نرى البرلمان العراقي الذي يعتبر ممثل الشعب، يقوم بأستجواب الحكومة ومسائلتها عن ما يحصل من خراب في البلاد، وعلى أثر الاستجواب يتم أقالة الحكومة، لعدم قناعة البرلمان بأجوبتها،،، ولكن الحكومة تمتنع أما من الحضور للبرلمان، أو تحضر ويتم أقالتها ولا تقبل الإقامة لوجود الداعم الخارجي.
الثاني ـ أن نشهد تظاهرات منظمة حاشدة مليونية، وتتقدم بطلبات محددة كي تفوت الفرصة على السفارات بأختراقها والمطالب هي:
١ـ أقالة الحكومة الحالية الأسباب أعلاه على قول التقارير.
٢ـ ألزام البرلمان بأقرار القوانين المهمة، التي تشكل العصب الحقيقي للمرحلة القادمة والقوانين المهمة( الموازنة بعد استبعاد الالغام التي فيها، المحكمة الاتحادية وفق الدستور، وحق التظاهر وفق ما جاء في م٣٨ من الدستور).
٣ـ تشريع قانون يلغي صرف أي راتب تقاعدي لاعضاء البرلمان والحكومة الحالية والدورات السابقة.
٤ـ تشريع قانون يمنع مزدوجي الجنسية، من الترشيح للبرلمان أو تسنم أي منصب أو وظيفة في الدولية العراقية.
٥ـ كل تلك القوانين يحدد لها مدة زمنية كأن تكون ستة أشهر غير قابلة للتمديد، لتشريع تلك القوانين، على أن يحل البرلمان نفسه بعد تشريع تلك القوانين.
آن أستطاع العراقيون فعل ذلك وهم قادرون، فهم صناع الحضارات والتأريخ، وهم من دحروا أعتى تنظيم أرهابي داااعش، عرفته البشرية… عندها سنجد المرجعية هي خير ساند لأصحاب الحق وطالبه..
وأطمئن الجميع أن المرجعية الدينية، تحيط بدقائق أمور الدولة العراقية، ولا يخفى عن أنظارها ما يحصل، وقد عودتنا أنها لا تتعامل مع الظروف بأسلوب الانفعال وردة الفعل، بل بالحكمة والتوقيت الدقيق الصائب..