الخميس - 28 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


مالك العظماوي ||

في الوقت الذي يتساءل المرء عن سبب تخبط الحكومة في قراراتها فيما يخص ادارتها للبلاد وكيف تسير بعشوائية دون دراسة ولا دراية، فنحن مستغربون أيضاً من صمت الشعب على هذه السياسة الجوفاء التي تسير بالبلاد نحو الهاوية. ولماذا سكتت الأصوات المحرضة على التظاهر ضد حكومة السيد عادل عبد المهدي، واين هؤلاء المحرضون الآن؟
فماذا يعني رفع سعر الدولار، والحكومة ليس لديها سيطرة على السوق، سوى تضرر الفقراء وذوو الدخل المحدود، ولماذا هذا الإصرار من قبل بعض الكتل على البقاء عليه هكذا وهم يعلمون أن المتضرر الوحيد هم الفقراء وحدهم، وعندما يطل علينا خبراء بعض الكتل كصاحب نظرية (بطل اللبن) الذي يجبر المواطن على شرائه بسعر مرتفع من أجل أن لا يشتري منتجاً لدولة جارة! فأين طنطناتهم التي صدعوا بها رؤوسنا وهم يذبحون الفقير من الوريد لكي لا يشتري المنتج الأجنبي!!
وماذا يعني تخاذل الحكومة وانبطاحها أمام القوى الخارجية وأهمالها إتمام ميناء الفاو؟ ولماذا كل هذا الرعب والخوف من فقدان المناصب فيما لو غضبت أمريكا والسعودية والإمارات؟
وكيف اقتنعت هذه الحكومة المؤقتة بالتعاقد مع مصر والأردن، مع احترامنا للشعب المصري الذي تربطنا به روابط عميقة حيث كان لا يخلو شارع أو زقاق من المصريين في ثمانينات القرن الماضي، وقدموا خدمات جليلة للعراق، لكن الحق يقال ماذا لدى مصر والأردن؟ فهاتان الدولتان تعيشان على المساعدات فكيف لهما يبنيان العراق؟ وخصوصاً وهما تربطهما علاقات دبلوماسية وتجارية واقتصادية مع الكيان الصهيوني، وبالذات مملكة الأردن التي ما برحت تتآمر على الشعب العراقي ابتداء من ارسالها التكفيريين أمثال الزرقاوي المقبور، وتمجيد رموز البعث وقائدهم بطل الحفرة القومي، إلى عقد المؤامرات والمؤتمرات بدعم عربان الخليج من حكام بني سعود وعيال زايد.
فكيف لهاتين الدولتين إعمار مشاريع العراق على مستوى البترول والطاقة الكهربائية وغيرها، ومصر ذاتها تتعاقد مع شركة سيمنس الألمانية لبناء محطات كهربائية عملاقة فيها، فكيف لها بناء محطاتنا؟ ولماذا التعاقد مع سيمنس الألمانية حلال على مصر وحرام على العراق، لولا انبطاح حكومة الكاظمي المؤقتة وخشيتها على بقائها في الحكم وتنفيذ ما تريده أمريكا وهي طائعة ومنفذة لكل ما تمليه عليها!
ولماذا ندفع كل هذه الأموال الطائلة لدولتين هما يتعاقدان مع الشركات العالمية لبناء مشاريعهما ونترك الصين العملاق الذي يبني لنا كل شيء بدون مقابل سوى نسبة من النفط، وبحجج واهية كالإدعاء بإرتهان النفط للصين! وماذا نفعل بالنفط اذا لم يعمر بلادنا؟ وهو يذهب إلى جيوب دول فقيرة لا يمكنها تقديم شيء إلا البحث عن مصالحها كمجانية النفط لهما وتأسيس خط أنبوب النفط من الفاو إلى العقبة ومن خلالها إلى إسرائيل! فهل هناك من عاقل يستبدل اتفاقية الصين واسقاطها وإسقاط حكومة لأجل الغائها، والمجيء بحكومة فاشلة تتعاقد مع دول تعتاش على المساعدات من الدول الأخرى لأجل بقائها، فمالكم كيف تحكمون؟ وأين أصوات المنادين بالوطن؟ فالوطن مستلب الإرادة والخيرات ..
[قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ]