الخميس - 28 مارس 2024

المباحثات الإستراتيجية الجديدة والمغزى الحقيقي منها؟!

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


أثير الشرع ||

موقع العراق الإستراتيجي الهام، يجعله محط أطماع الكثير من الدول التي تعمد إلى إبقاء العراق دولة غير مستقرة وبلد دائم للأزمات والإقتتال؛ ونعتقد بأن إعلان إنسحاب قوى التحالف الدولي من العراق ماهي إلاّ بداية وإيذان لبدأ الأزمات الخطيرة، التي قد تؤدي إلى حدوث إقتتال وتصفية حسابات لصالح الدول التي تطمح وتطمع للبقاء في العراق تحت أي ذريعة، فهل يعلم رؤساء الكتل ما سيحصل؟!
دخل العراق مرحلة (أكون أو لا أكون)، والمرحلة الحالية تتطلب جهوداً حثيثة، للخروج من المآزق الكثيرة التي تورط بها العراق؛ بسبب الجهل السياسي، والتعنت النابع من عدم الشعور بالمسؤولية، والعراق اليوم، بلداً ممزقاً إقتصادياً وأمنياً وقومياً.
من خلال الأحداث المتباينة، نجد أن العراق حالياً ساحة خصبة لأي صراع قد يحتدم، فالقوى السياسية المتناحرة من أجل المكاسب باتت لا تؤمن بالوحدة الوطنية، والمصالح العليا للشعب؛ والإتهامات فيما بين قادة الكتل والرئاسات والسلطات، تثبت ضعف المنظومة السياسية وعدم قدرتها على إيجاد حلول ناجعة لجميع الملفات الساخنة، بل ذهب البعض بالتنكيل وتأنيب المكونات الأخرى وإتهامها بحيازة “سلاح منفلت ومال سياسي ”!
إذن ماهي النية الحقيقة لدى الولايات المتحدة وحلفائها لإعلان الإنسحاب، ربما بعد بدأ المباحثات الإستراتيجية الجديدة مع العراق في السابع من نيسان الجاري، فهل هي إشارة لنجاح الكاظمي بإقناعهم على الإنسحاب المجدول، ووفق زمن معلوم، لإبعاد ذرائع شتى ومنع إستهدافه من قبل القوى الرافضة والمطالبة لإخراج القوات الأمريكية من العراق ولو بالقوة، وأولوا الألباب يعلمون جيداً بأن العراق يتجه إلى التصفيات النهاية، فمن سيتمكن من المناورة والتلاعب وتسديد ضربات الحظ، سيظفر ببعض الغنائم والمكاسب.
الشعب العراقي هو المتضرر الوحيد في المعادلة، ومحاولة تشتيت مكونات الشعب وإيقاعه بالفخ وإعادة تأهيل بعض القوى التي تحاول إعادة عقارب الساعة إلى وراء لتسنم السلطة، وبالتالي ستخسر جميع الأحزاب الشيعية والسنية الإسلامية مكاسبها، ويجب أن لا نتجاهل مشروع السيد بايدن لتأسيس شرق أوسط جديد، يقيناً هناك تغيير ديمغرافي قادم بكل حال من الأحوال، فلا حل سوى (الدبلوماسية) والتعامل مع الولايات المتحدة وإرادتها بحذر وإن لا تسمح أي من القوى السياسية الإنجذاب نحو الإعصار القادم التي بدأت إشاراته تلوح بالأفق، إذا فشلت المباحثات الإستراتيجية المرتقبة.