الخميس - 28 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


ناعم علي الشغانبي ||

في عام ١٩٨٢ م هب فتية من ابناء العراق الغيارى ، ليحملوا راية الدفاع عنه ، وعن مقدساته ومبادئه ، من جور طغمة فاسدة ، عاثت فساداً في الارض .
بعد الفتوى الخالدة للامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر رض والتي اصدرها بوجوب مقارعة الزمرة البعثية ، هب الغيارى من ابناء الوطن ليقوموا بما يمليه عليهم واجبهم بالتصدي لمخططات البعثيين الذين ارادو طمس الهوية الاسلامية وبالاخص الشيعية في بلدنا .
فتشكلت مجاميع جهادية ، ضمت العديد من الشباب الرسالي المؤمن .
بطش النظام البعثي وأساليبه الوحشية واعدامه المؤمنين وعلى رأسهم السيد الشهيد محمد باقر الصدر واخته بنت الهدى رض .. أجبر الكثير من هؤلاء المجاهدين لمغادرة ارض الوطن للقيام بدورهم الجهادي والرسالي تجاه دينهم وقضيتهم . فسار الركب نحو الجمهورية الاسلامية الايرانية ، فكان صدرها رحباً لاستقبال المظلومين المطالبين بحقوقهم .
ومن هناك اي ارض ايران الاسلام والمقاومة ، بدأت الرحلة الجهادية بتوجيه من الامام الخميني الراحل رض وبقيادة واشراف سماحة اية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الحكيم قدس وبقية الرجال المؤمنين من قادة الركب الاول ..
هب الكثير من ابناء العراق الغيارى في ارض المهجر ، ليلتحقوا بهذا الركب المقاوم ، ولذلك تأسس فيلق بدر الظافر ..
بدر ومنذ تأسيسها تؤمن بالنظم والنظام والاستعداد التام والتهيؤ لاي عمل تقوم به . ففتحت معسكرات لتدريب من يحب الالتحاق بركبها ليكون على استعداد تام للمواجهة سواء كانت ثقافية او عسكرية ، فتخرج الكثير من المؤمنين المجاهدين وأستعدوا لخوض المواجهة .
عملت بدر ومجاهديها في كافة الميادين سواء كانت امنية او عسكرية فتسللت في عمق وجود العدو وتمكنت من اختراقه والحصول على معلومات تفيد عملها المعارض .
بدر … لم يقتصر عمله في ساحة واحدة من الحرب بل كانت تتواجد في جبال كردستان ، واهوار الجنوب ، ناهيك عن عملها في الداخل العراقي من خلال مجاميع سرية تحملت مسؤولية هذا العمل .
وكان النظام البعثي يحسب الف حساب لبدر ومجاهديه .
أبناء بدر حتى بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية لم يتوقفوا عن مواصلة جهادهم فكانوا يدخلون الى العمق العراقي لتنفيذ الكثير من العمليات البطولية ، وكان ذلك بدعم واسناد من الجمهورية الاسلامية وبتوجيه ودعم من قبل الامام الخامنئي حفظه الله والقيادة الايرانية .
وبعد سقوط الزمرة البعثية دخلت بدر الى ارض الوطن لتحمل راية العمل السياسي تاركتاً العمل العسكري ، أيماناً بالتحول الحاصل في البلاد ، وادراكاً لوضع البلد الذي انهكته الحروب الصدامية ، فكانت تؤمن بالعمل الميداني لهذه المرحلة .
وبعد ان اخذ التواجد الدولي منحىً آخر له وتصرف كأنه الآمر الناهي في البلاد ، أرتأت بدر ان تقاوم المحتل وايقاف تجاوزاته ، فكانت لها بصمتها في العمل الميداني ، وقامت قوات الاحتلال الامريكي باعتقال وقتل العديد من القيادات البدرية .
اما في الميدان السياسي فكان لبدر وجودها من خلال مجلس النواب وبعض المواقع القيادية لتكون المطالب الحقيقي لابناء العراق .
وبعد استفحال قوى الشر والظلام وتشكيلها مجاميع ارهابية للنيل من مذهب اهل البيت ع ومراقده المقدسة وتطاول الاوباش على مرقد السيدة زينب ع . لم تقف بدر مكتوفة الايدي ، بل هب ثلة من اخوة الجهاد ليكونوا في مقدمة المدافعين عن حرم الله ورسوله ، وكان مواقفهم يشار لها بالبنان .
وبعد الخيانة التي حدثت في بعض المناطق من قبل مدفوعي الثمن .. وتمكن الزمر الارهابية من التوغل في عدة من المحافظات الغربية .
كان البدريون في طليعة الركب ، يتقدمهم شيخ المجاهدين الامين العام لمنظمة بدر الحاج العامري . وكذلك مهندس الانتصارات الحاج الشهيد ابو مهدي المهندس رحمه الله .
فكانت بدر صمام الامان في كافة محاور العمليات . لترهب اعداء الله والانسانية ، مستذكرةً تلك البطولات التي سطرتها ضد اذنابهم البعثيين .
فقدمت بدر .. طيلة هذه الرحلة الجهادية الالاف من ابنائها شهداء وجرحى ، نالوا وسام الشرف الدائم .. يتقدمهم كبار القادة البدريين ، الذين أبوا الا ان يتقدموا ركب الخلود ،،
ولا زالت بدر والبدريين مشاريع استشهاد وتضحية وفداء ، متى ما طلب منها الحضور الى ميدان المواجهة ،،
رحم الله شهداء بدر الابرار ، والعزة والكرامة والحفظ لبقية السيف من البدريين المجاهدين ..