الجمعة - 29 مارس 2024

كل عام ونحن الى القدس أقرب..!

منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


الدكتور حيدرالبرزنجي ||

اكثر من 40 عاما و مسيرة القدس تسري في نفوس الشعوب كما يسري الدم في الشرايين. هكذا بدات الصورة يوما بعد يوم و عاماً بعد عام تزداد ملامح هذه الصورة كيف تتجذر في وحي الانسانية انها قضية الاحرار انها قضية الأخيار. البعد الجغرافي للقضية الفلسطينية التي اراد لها حكام العرب الطغاة انذاك ان تنحصر في جغرافية محددة وهو الوطن العربي راينا وسمعنا تغليب الصفة القومية على الصفة الاسلامية حيث ان الذين رفعوا شعارتحرير القدس وهذا ما حصل بالفعل في العراق.
وقد أسس جيش وهمي باسم (جيش القدس) من قبل طغاة مجرم لا يلتفت الى اصل القضية بل كان الهدف التسويق الاعلامي والترويج الشخصي من اجل صناعة المجد كل هذا واكثر رايناه فلم يتحقق منه شيء مطلقاً ولا فائدة مجرد شعارات تدغدغ مشاعر الشعوب العربية حتى يبقى هؤلاء متسلطين وفي الحقيقة كي لا تنتشر القضية الفلسطينية وتاخذ مداها الجغرافي الواسع الذي يخرجها من هذه الجغرافية المحصورة الى العالم اجمع وكانت الغاية والهدف هو ان تذويب وتمييع هذه القضية في هذه الجغرافية.
لكن عندما اطلقها السيد الامام الخميني قدس سره في بداية انتصار الثوره الاسلامية مع وجود التحديات الكبرى التي كانت تخوضها الثورة انذاك شعر السيد الامام الراحل باهمية هذا اليوم وهذه القضية وكونه مدركا و مقتنعا تماماً انه سوف ياتي يوما ويذهبون هؤلاء الحكام بإتجاه الخضوع والخنوع والتسويف وما يحدث اليوم خير مصداق ودليل الروية المستقبلية للأمام هي من جعلت القضية الفلسطينية تأخذ مدى عالمي وتكشف زيف وتدليس الذين اتخذوا من هذه القضية مطية لتحقيق المصلحة.
فلماذا هذا اليوم ولماذا في شهر رمضان ولماذا في اخر جمعة من شهر رمضان وما الرابط الذي يجمع الجمهورية الإسلامية بالقضيه الفلسطينية العربية التي اراد لها ان تكون محصورة هل هناك تهديد امن قومي يهدد الجمهورية هل هناك مصلحة سياسية فلا مشترك قومي ولا تهديد امني.
ولكن المشترك الإسلامي و الإنساني ونصرة المستضعفين وتخصص اخر جمعة من شهر رمضان شهر العبادة واستجابة الدعاء حيث الشعور الانساني العميق بما يعاني الشعب الفلسطني المظلوم والتفاعل مع القضية وهنا نحن اليوم بعد اربعة عقود نرى اجيال تهز عرش الطغاة والكيان الصهيونية وترفع الشعارات وتقاوم هذا الاحتلال وتحقق نتائج أدخلت العالم في حيرة وذهول بفضل احياء يوم القدس الذي ترسخ في نفوس الأجيال نعم كل عام ونحن الى القدس أقرب.