الخميس - 28 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


✍️ ضياء الدين الخطيب ||

نكسب الشباب لنضمن المستقبل
عبارة كان يكررها البعث الكافر على مسامع التلاميذ والطلبة وفي المحافل والاوساط وتخط بلافتات وتكتب على الجدران لأجل ترسيخ فكر البعث في ألاذهان وهذا وصناعة جيل يؤمن أو يدافع لا اقل وهذا التعامل اخذ مأخذه وبانت نتائجه على الرغم من قناعتنا أن دولة البعث دولة بوليسية دموية لا هم لها سوى إراقة الدماء وتوسيع رقعة السلطة وكبح المشاريع المنافسة ك(ثورة إيران الإسلامية) بصفتها ثورة انقلابية ذات الصبغة الدينية والتي لها أثرها وتأييدها الفطري لدى كل فرد من المسلمين.
هذه العبارة (نكسب الشباب لنضمن المستقبل) مقتبسة وليست من بُنات أفكار البعث وما يؤيد ذلك أن البعث جاء ليحكم ويقمع ويفرض ويتفرعن وهَمه الأوحد : (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ).
هكذا عمل البعث وكذا يعمل كل صاحب مشروع هادم أو بناء ديني أو سياسي أو اقتصادي أو في أي مجال له صفة اجتماعية.
العمل على إيجاد شريحة خام تُلقن وتتربى على ادبياتها ومخططاتها واهدافها.
ومعظمكم لاحظ هكذا سلوكيات عند أصحاب المشاريع الكبرى أو الواعية أو الهادفة منها جمهورية إيران الإسلامية وحزب الله اللبناني وعمل التيار الصدري بها ايضا كفكرة مقتبسة .
المهم في ذلك أن هذا الطرح وما يتوجب علينا كمكلفين أن نسعى إلى توحيد مشاريعنا واحتواء اجيالنا وتدارك ما فات والحفظ على البقية وتحصين القادم من الارتماء في حضن الأعداء والعابثين وان لا نجعله مكاسب رخيصة.
اذكر ذات يوم كلفني السيد الهاشمي بعد سقوط نظام البعث بشراء كتاب من تأليف ميشيل عفلق (لع) ((في سبيل البعث)) و الذي على ما اعتقد شرح باجزاء وسمي بمناهج البعث أو الحزب على ما اذكر، استغربت في حينها من هكذا فكرة وقلت له حينها كيف تقرأ لهم – كوننا نستنجسهم هكذا رُبينا – فاجابني يجب أن نعرف كيف يفكرون لنواجههم.
هكذا هي مجابهة العدو أن تقرأ ما يفكر لتعرف ما يخطط وما هي خطواته القادمة.
لو رجعنا للأحداث القريبة في تشرين /٢٠١٩ وما حصل وكيف سُخر جيل الشاب الشيعي في الوسط والجنوب لتنفيذ مشاريع خبيثة تقاد من الاستكبار والبعث والعابثين في صناعة هؤلاء وادلجتهم ببرامج ناعمة تقودها سفارات الشر (أمريكا والخليج) باستغلال حاجة وفراغ وبطالة هذه الشريحة بغسل ادمغتها وتأليبها وايهامها وتنفيرها ونسب كل ما يحصل من سوء وتردي للدين الإسلامي والتشيع من خلال من تمكن أو حكم باسمه .
نعاني اليوم من موجات الإلحاد والمثلية وعبادة الشيطان والتأثر بالغرب ونبذ المساجد والصلوات وتفشي تعاطي المخدرات واحتساء الخمور وارتياد صالات القمار ومتابعة مواقع الإباحية والمسابح المختلطة ومحال المساج وانتشار التخنث والميوعة والم نلحظ كم ارتفعت نسبة الإفطار في هذا الشهر ومقدار هتك حرمته.
من السبب ومن وراءه ولماذا لا تعالج ولكم ننتظر وما هو الدور والتكليف؟؟!
حينما يقصد أحدنا لمساجد ما سيلاحظ أن الامام سيتكلم عن فتوى في الطهارة أو المفطرات بين الصلاتين أو أي مسألة تُعنى بتكليف الفرد؟! ولا يتكلم عن الظواهر المنحرفة التي تفتك في المجتمع واخطرها الظواهر التي تخص العقيدة (الصرخية مثلا) وهكذا المنابر الموسمية والبرامج على الفضائيات.
وإلى متى يبقى الحال هكذا ولا توجد مبادرة ولا نحصل على الفتاوى أو الإجابات الا في حال طرق الباب.
اننا بحاجة إلى قيادة موحدة توحيد الصف والكلمة والمشروع وتحتوي الشباب وتصنعهم لنضمن مستقبلنا فإن الله أبى إلا أن تجري الأسباب بمسبباتها وواقعنا يقول اننا لم نستغل الفرص ولم نعمل بالأسباب والنتيجة سننشغل بجبهات داخلية تشغلنا عن الهموم الكبری التي تحتوشنا.
ألم نقرأ التاريخ حينما نقل لنا حادثة خبر استشهاد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام حينما بلغ أهل الشام أن عليا قتل في المحراب….. فقالوا أو علي يصلي.. هذا هو التضليل الذي بلغ أن يكون علي خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وفاديه لا يصلي…
ما قيمتنا نحن تجاه علي وكم لدينا من الرصيد عند الأمة ليجعل منها حصنا يصد عنا هجمات الأعداء.
ألم يقل علي ابن أبي طالب عليه السلام 🙁 ومن نام لم ينم عنه) عدونا لم ينم ولا ينام ولديه ربط الماضي بالمستقبل.
نحن أمة منهارة (العراق) إذا بقينا على وتيرة عملنا هذا.
نحن أمة مهزومة (العراق) إذا بقينا على هذا التفرق والتقاطع والاستئثار والدعوة لمسميات تشكيلاتنا.
ان ما يهدف له العدو هو أن نكون أمة ممزقة متقاطعة متصارعة تكثير فيها العناوين والمسميات الحزبية التي لا تعمل الا بما ترى (مشاريع فردية)
في مثل ايراني يؤيد ما قلته وهو (قمة الجبل لا تلتقي بقمة الجبل المجاور).
نتأمل الخير ونسأل الله العافية من البلاء والوباء وبسلامة الجميع.