الخميس - 28 مارس 2024

يوم القدس العالمي….يوم التمهيد لدولة المستضعفين في الأرض

منذ 5 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024

عبد الكريم آل شيخ حمود الشموسي

بعد إنتصار الثورة الإسلامية المباركة في البلد الإسلامي الأصيل- إيران – وما رافقها من نقلة نوعية تاريخية على الساحة الايرانية من خلال تغيير جوهر نظام الحكم من نظام طاغوتي ملكي إلى جمهوري إسلامي، وتغيير المعادلة في المنطقة على صعيد المواجهه مع قوى الاستكبار العالمي لتتحول إلى مواجهة بين جبهة الإسلام المحمدي الأصيل التي رفع لواءها الإمام روح الله الموسوي الخميني طاب ثراه وجبهة الاستكبار العالمي بقيادة امريكا وحلفاءها، تلك النقلة النوعية التي أفشلت مخططات الطاغوت الأمريكي وقوى الاستكبار العالمي الذي كان يحلم بالهيمنة ومصادرة إرادة الشعوب ونهب ثرواتها؛فقد شكَّل إهتمام الإمام روح الله الموسوي الخميني (رضوان الله تعالى عليه) بحركات التحرر في العالم بوجه عام والقضية الفلسطينية والقدس الشريف بوجه خاص منذ بداية هذا الإنتصار الكبير والملحمة الإلهية العظمى؛ وإعتبارها حجر الزاوية في معادلة الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض المقدسات في فلسطين؛ وهي القضية المركزية بلا منازع والتي غابت عن واجهة الأحداث ، بفضل عمالة بعض الحكام العرب للغرب وامريكا وسعيهم وراء المشاريع الاستسلامية تاركين قضية فلسطين و القدس الشريف تحت نير الإحتلال الصهيوني البغيض وسياسة الإستيطان العنصري دون أن يكون هناك أي تهديد للوقوف بوجه الغطرسة الصهيونية.
فبعد إنهيار نظام الشاه العميل ونيل الشعب الإيراني المسلم حريته وإرادته من خلال، خياره في الحكم الإسلامي والتحرر من التبعية لقوى الاستكبار العالمي وزعيمتها الولايات المتحدة الأمريكية؛أخذت الأحداث تنحى منحىً لصالح القضية الفلسطينية والقدس الشريف ؛إذ قامت ثلة طيبة من أبناء الشعب الإيراني المسلم برفع العلم الفلسطيني على سفارة دولة الكيان المسخ ؛ في الأيام الأولى للثورة واقتحام وكر الجاوسية المتمثل بسفارة الشيطان الأكبر من قبل الطلبة الثوريين السائرين على نهج الإمام وخطه المبارك ؛ عند ذاك كانت دولة ولاية الفقيه المباركة المحرك الواعي والأصيل المطالب بتحرير القدس وجعلها عاصمة دولة فلسطين القادمة، ومنح الشعب الفلسطيني الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في الحرية والانعتاق دون قيد أو شرط.
ففي العام ١٩٧٩ كان العالم على موعد مع إنتصار الثورة الإسلامية في إيران ؛دعى الإمام القائد روح الله الموسوي الخميني رضوان الله تعالى عليه إعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك من كل عام، يوماً عالمياً لتحرير القدس الأسير من يد الصهاينة،هذه الدعوة التي وجدت اصداءاً واسعة في كل أرجاء العالم ، وبالخصوص لدى شعوب العالم الإسلامي فخرجت التضاهرات والمسيرات في أغلب مدن وعواصم العالم المنددة بالاحتلال وممارساته التعسفية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل؛بعد أن تخلى أغلب حكام العرب عنه والهاء الشعوب العربية بالحلول الاستسلامية التي تكرس الاحتلال الصهيوني ؛ من خلال عقد اتفاقيات الذل المنفردة في كامب ديفيد ومدريد وأوسلو وغيرها من مشاريع التسوية المذلة وفرضها على الشعب الفلسطيني الأعزل.
فعند ذاك كان خيار الاستكبار العالمي هو إشغال الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالحرب المفروضة من قبل خادم أمريكا والغرب والماسونية العالمية طاغية العراق صدام العميل، على مدى ثمان سنوات وبدعم عربي واضح وفرض حصار إقتصادي وتسليحي قاسٍ من قبل الأنظمة التي تأتمر بأوامر الصهيونية العالمية حيث فتحت ترسانات الأسلحة لدعم العدوان الصدامي على الجمهورية الإسلامية وكان المخطط واضح المعالم فكان يرمي لإضعاف الشعبين المسلمين الجارين الإيراني والعراقي من خلال هذه الحرب القذرة لتمرير مشاريع الشيطان الأكبر في المنطقة؛ بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأول للكيان الصهيوني؛ واهم هذه الخطوات الشيطانية في الوقت الحاضر ، هي الخطوة التي طالما كانت تهدد بها من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة بنقل سفارتها الى القدس واعتبارها العاصمة الأبدية للكيان الصهيوني المسخ؛ففي الرابع عشر من مايس من هذا العام الماضي، وهي الذكرى السبعون لقيام الكيان الصهيوني الغاصب، وبمباركة قوى الاستكبار العالمي والصمت العربي المطبق، بل المؤيد والمبارك لهذه الخطوة،نقلت حكومة أمريكا سفارتها الى مدينة القدس متحدية بذلك الشعوب الإسلامية والعربيةً ،الذي كان التقارب الخليجي الفاضح مع الكيان الغاصب هي إشارة الواضحة على عمالة بعض الحكام العرب وبالخصوص أغلب دول الخليج الفارسي،تاركتا الشعب الفلسطيني يستجدي الدعم المعنوي من حكومات الدول العربية ولا مجيب وهو يتجرع ذل الاستعباد والعسف والتنكيل الصهيوني.
ليبقى نداء……. مرگ بر أمريكا
………ومرگ بر إسرائيل، يصدح من حناجر الشعب الإيراني المسلم الأصيل الذي تحمل الشدائد والمحن من أجل رفع راية الله أكبر عالية حتى يأذن الله تعالى لبقية الله الأعظم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء بالخروج المبارك، ليملأ الأرض عدلاً وقسطا بعدما ملئها عتاة الأرض وطواغيتها ظلماً وجوراً.
السلام على الإمام روح الله الموسوي الخميني رائد الصحوة الإسلامية المباركة الذي قاد ثورة المظلومين والمستضعفين في العالم واهمها مظلومية الشعب الفلسطيني ؛ وقد ترك في ضمير الأمة أمانة تحرير القدس الشريف وفلسطين الحبيبة، في أعناق الأحرار في جميع أرجاء المعمورة.
وليجدد بعد ذلك الإمام القائد علي الحسيني الخامنئي دام ظله نفس الشعار والسير بنفس الدرب الثوري الأصيل، ويجعله ماثلاً في ضمير الأمة بل يبقى جذوة ومشعلاً يحمله المستضعفون في كل بقعة يتواجد فيها المستكبرون؛ومعتبراً زوال هذا السرطان المستفحل من جسد الأمة هو أولى أهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، بل أسمى هدف إسلامي وانساني ليكون حقيقة، وليست مجرد شعارات تخديرية تطلق هنا وهناك يطلقها المترفون من حكام العرب صنيعة الاستكبار العالمي ، ليعيد للأمة الإسلامية هيبتها التي قرنت بهيبة الإسلام المحمدي الأصيل.