الخميس - 28 مارس 2024

من هو(نفتالي بينيت) رئيس وزراء الصهاينة الجديد؟!

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


محمد الجاسم ||

بعد جلسة صاخبة، يوم الأحد13حزيران2021، تميزت بالفوضى وطرد عدد من أعضاء الكنيست (البرلمان الصهيوني)،مُنِحت الثقة لحكومة نفتالي بينيت بأغلبية ستين صوتاً مقابل تسعة وخمسين، الرجل المليونير في مجال التكنولوجيا الفائقة، زعيم حزب (Jamina يمينا) المتشدد، وهو أحد أربعة أحزاب مختلفة على الأقل، ينتمي إليها بينيت بالفعل في حياته السياسية، حتى قبل تشكيل هذه الحكومة ليكون رئيساً لوزراء الكيان الغاصب، تعود خلفيته لليمين الديني المتشدد، وليطيح بحليفه السابق بنيامين نتنياهو الذي أمضى أكثر من اثنتي عشرة سنةً في رئاسة الحكومة، وهو رئيس الوزراء الأطول باعاً في سياسة الاستيطان وصنع الأزمات، والذي كان بينيت مرتبطاً به بشكل وثيق حتى وقت ليس ببعيد.
تنقل عنه بعض التقارير الصحافية، أن النزوعَ نحو التغيير وابتكار البدايات الجديدة جزءٌ من حياته. فعندما كان في الثالثة من عمره ، نقل والدا بينيت في كاليفورنيا أطفالَهما من حيفا إلى كندا، لكن بينيت ترعرع لاحقاً في نيويورك، تخرج في مدارس حيفا، وقضى خدمته العسكرية في (وحدة خاصة). ثم درس القانون والاقتصاد في القدس. عاد بينيت بعد ذلك إلى نيويورك لبضع سنين ، حيث ساعد في بناء شركة للأمن السيبراني ،وهي شركة كانت على صلة وثيقة بالمخابرات المركزية الأمريكية، ثم باعها هو وشركاؤه بسرعة وبصورة مفاجئة مقابل 145 مليون دولار، وكان بينيت ـ وقتها ـ في منتصف الثلاثينات من عمره، وبذلك حقق كل شيء على المستوى الاحترافي.
التجأ بينيت الى احتراف فن السياسة مبكراً، لكن سرعان ما سقط قراره بالذهاب إلى السياسة خلال حرب لبنان في العام 2006 ، التي عَدَّها فاشلة وغير مُجْدية، وشارك فيها كجندي احتياطي. ارتبط بينيت آيديولوجيا باليمين المتطرف في إسرائيل منذ صغره. في سن المراهقة ، كان ينتمي إلى حركة الشباب التابعة لحزب يمين الليكود ، والذي قاتل ضد أي مغادرة عن الأراضي المحتلة. حتى يومنا هذا ، يدعو بينيت إلى ضم الأراضي المحتلة، ويَعِدُ باستمرار بعدم قيام دولة فلسطينية أبدًا، بعبارته المشهورة: “المفاوضات أدَّتْ فقط الى الإرهاب”.
بعد حرب لبنان ،انضم إلى طاقم زعيم المعارضة آنذاك العنصري المتطرف بنيامين نتنياهو ،فصار مدير مكتبه في الوقت ذاته. مكث ثمَّةَ لمدة سنتين فقط ، بعدها اختلف مع أعضاء الطاقم الآخرين المحيطين بنتنياهو، وخاصة مع زوجته المعقدة سارا. ثم أصبح رئيس مجلس مستوطنين (يشا)، الذي يمثل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
في العام 2013 ،ترأس بينيت وشريكته السياسية ،وزيرة العدل لاحقاً إييليت شاكيد، التي كان يعمل معها مع نتنياهو ،الحزبَ الديني القومي القديم، الذي مثّل بشكل أساسي طموحات وأمانيّ المستوطنين. بعد ذلك تبنى بينيت، بقوة، عمليات ضم المناطق المحتلة في الضفة الغربية، وفعلاً عاش هو وزوجته غيلات العلمانية في إحدى تلك المستوطنات لبضعة أشهر فقط ، بعد ذلك فضَّلا العيش في منطقة سكنية متطورة في ضاحية رعنانا في تل أبيب، موطن العديد من أصحاب الملايين وذوي التكنولوجيا العالية. لكن بينيت وجد ثغرة سياسية في حزب المستوطنين هذا، والتي سعى إلى سدها. تم انتخابه بسرعة رئيساً له، وبقي كذلك لمدة ست سنين. ثم أسس بينيت أحزاباً منشقة جديدة من هذه البيئة ، والتي غالباً ما كانت مشاكسة وقالِبة للموازين في تشكيل الحكومة، بعد ذلك، شغل بينيت منصب وزير الدفاع والتعليم والاقتصاد، في عهد نتنياهو.
دخل بينيت الآن الى مكتب رئيس وزراء الكيان الغاصب، يضع على رأسه طاقية (كيباه)،وهي غطاء رأس صغير مستدير، يضعه الرجال اليهود الأرثوذكسيون على رؤوسهم طيلة الوقت توقيراً لله، ” لا يجوز ذكر اسم الرب على لسان مَنْ كان رأسه مكشوفاً “، وعقيدة اليهود الأرثوذكسيين المتطرفة، ترفض ذوبان اليهود في الأقوام الأخرى، وتكرس مشاعر الكراهية والاحتقار للآخر من غير اليهود. وهي من أخطر الطوائف اليهودية في العهد الحديث، ومن خصائص الأرثودوكسية أيضاً ” التمسك الصارم بنصوص (الهالاخاه)، الجزء التشريعى من التلمود ،الذي فيه التقبل المحدود جداً للحضارة الحديثة، و في حالات معاصرة، يصار إليها حين يحصل الاختلاف والانشقاق لقضايا تتعلق بتعديل النصوص، لموافقتها الزمن، بين اليهود الليبراليين أو التقدميين، من جهة، واليهود الأرثوذكس المتشددين من جهة مقابلة.
يتحدث معارضون لبينيت، عن مدى أهمية الدين والتشدد الديني بالفعل بالنسبة لبينيت، وتأثير ذلك على برامجه السياسية والتنفيذية. على أية حال، يشك هؤلاء المعارضون أنه ، مثل العديد من أعضاء حزبه، أنه يستمع لتوصيات الحاخامات. لقد فعل بينيت مابوسعه من تحالفات وتعهدات من أجل أن يرحل صديقُه وأستاذُه السياسي بنيامين نتنياهو، وكان وفاؤه لماقدمه نتنياهو له، أنه ركب على ظهره، ورفسه فما بعد.

ورُبَّ قَوْل..أنفَذُ مِنْ صَوْل.