الخميس - 28 مارس 2024

الخلاص..نداء الى قادة الكتل السياسية ..

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


د. هاتف الركابي ||

قال تعالى ( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) وآهٍ فما بين هذين القطبين تبدأ ولا تنتهي هذه التراجيديا ( الحياة ) ، فقد طفح الكيل بالخضر عليه السلام لمجرد تساؤلات شرعية ثلاثة طرحها موسى عليه السلام ؛ قتل غلام ، وخرق سفينة ، وعمل فعل ٍ جميلٍ ليس في موضعه ، فحُكم على موسى بقلة الصبر والفراق ،، ثم تلطف به وبنا بما لم نستطع به خُبرا ..
مقتدى الصدر في خطابه الاخير شكّل منعطفاً كبيراً في تاريخ العراق ..
الرجل أوصل رسالة عميقة المعاني والدلالات ؛ أراد أن يوصل نداء ( لبعض ) من اتباعه الذين لايخافون من الدعوات لانها لاتُستجاب ،،فصار المظلوم بالامس ظالماً اليوم ..
قال للقاصر والمقصّر والمتبجح بالفساد من البعض: أني لستُ بقادر على حمل ذنوبكم ،،
أوصل رسالة الى الشعب بان البلد ذاهب للأنهيار وان العواقب ستكون وخيمة ، وأن بقاء الحال هو أشبه بالكتابة على الماء ..
اعتقد أن الحكاية كما لو أنها وصلت للنهاية ولكنها قد بدأت للتو ، والصدر يضع الشعب وقادة الكتل السياسية الكبيرة امام مفترق طرق.. ولا اعتقد أن ثمة وضوح اكثر من هذا .
السادة زعماء الكتل : الرجل القى الكرة في ملعبكم بعد مابات جلياً وما آل اليه حال البلد من الفساد والتخلف والفوضى والفقر والبطالة وسوء الخدمات وانتشار المخدرات وكثرة النازحين وحرق المستشفيات ، وضعف هيبة الدولة وكثرة السلاح المنفلت ..
سيد مقتدى : أتمنى أن لاتتراجع بقرارك هذا لانه النافذة الى بصيص من الأمل ، فكما وصفت البعض مابين مرجف ومنتفع ومقصر وغارق بالفساد الا مارحم ربي ، فضلاً عن الفاسدين المنتشرين في كل العراق من باقي الكتل ومن الاطراف الخارجية ..
سيكتب لك المتزلفون والمتسلقون أن أعدل عن قرارك ويوهموك بأن العملية السياسية لاتتم الا بوجودك .. سيأتيك الرؤساء والمشرعين وقادة الاحزاب والامم المتحدة ودول الله في الارض.. وسيجندوا الاقلام المأجورة ويقولو لك سيحترق العراق وتنزلق الامور وكله محض كذب وافتراء ..
إعلم يا أبا هاشم أن المترددون يبغون رضا الله ومتاع الدنيا معاً ،، يريدون الدنيا والاخرة في آن واحد ،، يريدون رضا الحسين ويزيد معاً ،، يريدون الامارة واحترام الناس في وقت واحد ،، لايتنازلون عن السلطة ولا عن السمعة الطيبة ،، يريدون الماء الذي مُنع عنه اطفال الحسين وماء الوجه معاً ،، وفي نهاية المطاف لن يصلوا لأي من هذه الآمال ، ولاينالوا شيئاً من السلطة ..
نحن البسطاء من الناس لانملك الجرأة على أن نكون كالحسين ولانملك القدرة والمكانة لنكون كيزيد ولكن في داخل كل منّا يوجد نموذج من عمر بن سعد ؛ وكم هي محزنة ومؤلمة هذه التراجيديا ..
الانتخابات سوف لن تكون حلاً في ضوء تلك المعطيات في هذا الوقت الراهن ، فلابد من وضع حلول جذرية للأزمة الراهنة ، ونحن مستعدون لوضع الحلول اللازمة للسير في الجادة الصحيحة ، وهناك نماذج وكفاءات مشرقة تريد ان تضع الحلول ..
ولأجل الخلاص اقترح لكم هذه الخارطة وفيها الحلول :
١- أن تشكل لجنة تأسيسية أصيلة بموجب مؤتمر وطني تضم ( ٤٠ ) شخصية من خيرة رجال الفكر وخبراء القانون ليعملوا طوال ستة شهور كاملة لوضع دستور جديد للبلاد تتم فيه وضع نظام سياسي جديد للبلاد كالرئاسي أو شبه الرئاسي ونتلافى الاخطاء الدستورية القاتلة في دستورنا الحالي ..
٢- تستقيل الحكومة الحالية وتكون حكومة تصريف أعمال يومية وبذلك نوقف نزيف التعاقدات المليئة بالكومشنات ونوقف تعيينات الدرجات الخاصة العبثية ..
٣- ان يستمر مجلس النواب في اكمال دورته الحالية حتى يوم اعلان اللجنة التأسيسية اكمال مهمتها .
٤- بعد تقديم اللجنة تقريرها يعلن عن تعطيل الدستور الحالي والاستفتاء على الدستور الجديد ويحل البرلمان ثم يعلن عن اقامة الانتخابات البرلمانية بعد تعديل قانون مجلس المفوضين واختيار اعضاء المفوضية من المستقلين ..
ونحن على استعداد ان نضع دستورا جديدا من افضل الدساتير بما يتلائم ومنظومة المجتمع العراقي ويجنبنا الانزلاقات الخطيرة التي وصلنا اليها .. وبغير هذا ، سنُخير مابين الذلة و الخنوع للفاسدين الذين اجتمعوا على أمرٍ قد أسخطوا الله فيه ، وبين السلّة ومحاربة الفاسدين في كل حدب وصوب ..