الخميس - 28 مارس 2024

الحرب القادمة..ماذا يجري..وكيفية المواجهة؟!

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


سامي التميمي ||

هناك تكتيك سياسي مخابراتي تقوده أمريكا ودول غربية وأقليمية وأخرى عربية . يجري ترتيبه في الغرف السرية لتغيير الأوضاع في المنطقة بعد الوصول الى طرق مسدودة .بفعل المقاومة العنيدة والبطولية من قبل الحشد الشعبي وقوات الأجهزة الأمنية والحشد العشائري في العراق وما أبدوه من مواقف مشرفة في مواجهة داعش وهزيمته . وأيضا نفس الشيئ حدث في سوريا ولبنان واليمن . كان أنكسارا كبيرا لداعش ومموليهم وداعميهم .
لايخفى على أحد بأن دور القوات الأمريكية وبعض أجهزة المخابرات الغربية والعربية في تلك المناطق فيه الكثير من الغموض و الشك والريبة . فهو يعطي أنطباع للعالم بأنهم يقاتلون داعش . ولكنهم في الحقيقة وبعد التجارب العديدة ينفذون أجندات مشبوهة للضغط والأبتزاز والتخريب وأحداث فجوات ومناطق فوضى وغير مستقرة على المدى البعيد .
الأن بعد تلك السنين والحرب الطويلة في أفغانستان أثبتت أمريكا فشلها الذريع . فتمت مغادرتها وفي أيام قليلة سيطرة عصابات طالبان على معظم المدن الأفغانية وهذه هي رغبة أمريكا في أحداث فراغ كبير بين الحدود الأفغانية والأيرانية ودعم بعض الفصائل المسلحة الأفغانية للوصول داخل العمق الأيراني وأستنزاف القوة الأيرانية التي لم تستطيع أمريكا مجابهتها . مع العلم ان هناك تصريحات أيجابية اتجاه أيران . ولكن تحت الطاولة هناك تحريك مريب حول القضية الأحوازية وتأليب الشارع وأحداث فوضى عن بعد مثل ما أحدثتها في دول الربيع العربي .
وفي الجانب الآخر هي تتنصت بصورة سرية وعلنية على معظم الكتل والأحزاب والفصائل المسلحة العراقية . بالتعاون مع أسرائيل وترتيب المعركة القادمة .
هناك مخطط كبير لضرب أيران وأستنزاف قوتها العسكرية والأقتصادية وتحجيم دورها في دعم المقاومة الممتدة من العراق وسوريا ولبنان واليمن وأيضا هناك مخطط لأحداث تخريب فكري عقائدي للنهج الذي تتبناه القوى المقاومة من خلال بعض القيادات والتيارات والعشائر والشباب الذي يتناغم مع أمريكا ودول الغرب من خلال منصات التواصل الأجتماعي المختلفة والدعم المالي . مستغلة الأوضاع المتردية في كل الجوانب من الخدمات والصحة والتعليم والعمل وغيرها .
هي المعركة القادمة علينا الأنتباه وتحجيم دور السفراء الأجانب ومراقبة أجهزتهم وموظفيهم . وتنظيم وترتيب بيتنا الداخلي وتقديم أفضل مايكون للبلد وأبناءه . وبناء أجهزتنا الأمنية بشكل عقائدي وطني وطرد الفاسدين من الدولة .
علينا تقديم رؤية وخطط ومناهج للتقريب بين أبناء البلد وتخفيف التوتر والأحقاد والضغوط النفسية التي أحدثتها الحكومات المتوالية منذ 50 سنة الماضية .
بناء الجبهة الداخلية مهم وضروري للعبور الى شاطئ الأمان .